أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

لعبة: "First To Fight" معركة 2006 في قلب بيروت!

مجلة بقية الله



يشكل إصدار ألعاب الكترونية تتناول مسارح معارك واقعية شبه تقليد في مسار إنتاج الألعاب الالكترونية في الولايات المتحدة، وبشكل يشبه بشدة ما يجري على صعيد السينما الهوليودية. وكما تناولت الألعاب الالكترونية في الماضي والحاضر أيضاً معارك محددة من حرب فيتنام، وأخرى من الحرب العالمية الثانية، فإنها لم تتورع عن زج الألعاب الالكترونية في إطار حروب أكثر قرباً زمنياً. إلا أن ما كان لافتاً للنظر خلال السنوات الماضية هو ما يمكن تسميته ب"الحروب الإستباقية" التي تحضر لحروب واقعية تحصل عادة بعد نزول هذه الألعاب إلى السوق، فتكون هذه الألعاب بمثابة مساهمة أساسية في الحرب الإعلامية التمهيدية التي تعمل على "تحضير المسرح" إعلامياً ونفسياً لمهاجمة هذه الدولة أو تلك.

وهكذا لم يكن مفاجئاً خروج عدد كبير من الألعاب إلى الأسواق خلال الأشهر التي سبقت غزو العراق مثلاً، كان مسرح العمليات فيها هو العراق نفسه، لا بل إن بعض الألعاب حمل سيناريوهات للغزو ليست بعيدة كثيراً عن العدوان الأميركي الذي تلاها، ما أشار إلى وجود تنسيق ما بين منفذي الألعاب وبين القيادات العسكرية الأميركية. اليوم تنزل إلى السوق لعبة أخرى، توزع في أنحاء العالم، ولها متابعوها وموقعها على شبكة الإنترنت ومنتدى النقاش الخاص بها... ومسرحها الذي لا يبعد كثيراً عن العراق.

* إنها لعبة First To Fight التي تدور في... بيروت!
نعم في بيروت، العاصمة اللبنانية التي تشهد كما يظهر في سيناريو اللعبة أزمة سياسية كبرى تتحول إلى أعمال عنف ومواجهات، فتتدخل الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي من أجل منع التنظيم الأصولي المتطرف (أتاش) من السيطرة على العاصمة اللبنانية، ولمنع القوات السورية من بسط نفوذها على المدينة بعد أن دخلت بحجّة وقف الاضطرابات. أما زمان حصول هذه المعركة التي يمثل فيها دور البطل قائد وحدة متخصصة في قوات المارينز الأميركية، فإن الجواب يحمل في طياته مفاجأة أخرى: إنها معركة بيروت 2006!! إذاً، القصة هي تحضير لمعركة متخيلة قادمة، يجري التحضير لها نفسياً ومعنوياً، في حال حصلت ميدانياً. إلا أن نسبة التخيل في المعركة ليست كبيرة جداً، فهناك الكثير من العناصر التي تجعل من First To Fight أكثر واقعية مما يمكن تخيّله.

*العنصر الأول هو أن من يقف وراء اللعبة هو عنصر سابق في المارينز، قاتل في أكثر من منطقة في "الشرق الأوسط" ويعرف التفاصيل، وربما تفاصيل التفاصيل.

*العنصر الثاني هو أن الذين يرسمون سيناريوهات الأحداث هم عناصر حقيقيون في المارينز، كذلك شاركوا في عمليات المارينز في المنطقة ولا سيما في العراق.

*العنصر الثالث يتمثل في إعلان مصمم اللعبة أن هذه اللعبة هي جزء من "عملية تدريب" للمارينز على الحرب في المناطق المدنية ولا سيما في الشرق الأوسط، لتأخذ اللعبة شكل "المحاكاة" (Simultation) وتتحول إلى أداة واقعية للتدريب على حرب الشوارع، وليس مجرد لعبة خيالية لا ارتباط لها بالواقع. واللافت أن مصمم اللعبة أعطى البطل ورفاقه مجموعة من الأسلحة المتطورة جداً والتي بات معروفاً أن بعضها موجود لدى عناصر المارينز، في حين أن بعضها الآخر يبدو وكأنه يعرض لأول مرة، ما يضيع معه الحد الفاصل بين السعي إلى التهويل وزرع الرعب في نفوس المستهدفين من هذه اللعبة، وبين حقيقة وجود هذه الأسلحة بشكل سري حتى الآن في أيدي صفوة جنود قوات المارينز.

*العنصر الرابع هو (ما قبل القصة)، أي الجو الذي توضع فيه اللعبة، ففي المقدمة المفترض وجودها في أي لعبة الكترونية، يتحدث المصمم عن وقائع حدثت فعلاً، وبالتحديد في بيروت، عندما جاء المارينز ضمن القوات المتعددة الجنسيات، فتعرضوا لتلك الضربة القاضية ويتحدث المصمم عن خطأ الانسحاب بعد الضربة، بدل الرد على "الإرهابيين" المنفذين، بشكل يوحي أن اللعبة هي نوع من الثأر ولو المتأخر للجنود الذي قتلوا في تفجير بيروت سابقاً.

*العنصر الخامس هو سبب التوتر الذي أدى إلى معركة بيروت 2006: مجموعة (أتاش) المتطرفة تسيطر بشكل هادئ على أحياء من بيروت بانتظار أن تضرب ضربتها. رئيس الحكومة ذو الإرادة القوية ينتظر الفرصة ليضرب هذه المجموعة، ولكنه يضطر للذهاب إلى الولايات المتحدة لإجراء فحوصات طبية، مساعدوه يتناحرون فيما بينهم ويفقدون السيطرة على الجيش، تقوم مجموعة (أتاش) بزعامة قائدها الديني بالتحرك للسيطرة على العاصمة ولا سيما مركز السلطة وبالتحديد السراي الحكومي، يتحرك أحد ضباط الجيش، العقيد (أكبر السعود) لقيادة المقاومة الشعبية في مواجهة تنظيم (أتاش)، يتدخل الجيش السوري للفصل بين المقاتلين، الأمر الذي لا يروق للولايات المتحدة فتقرر أنه حان الوقت للتدخل وترسل قواتها، وبعد عملية عسكرية رمزية تسيطر على المطار وتنشئ قاعدة لها في الكرنتينا ثم تبدأ المعارك على إثر احتجاز مجموعة (أتاش) لرهائن في الجامعة الأميركية في بيروت بمساعدة الاستخبارات العسكرية الإيرانية التي ترغب في موازنة النفوذ السوري الذي تزايد نتيجة تدخل الجيش السوري بقيادة الجنرال بدر في بيروت.

*العنصر السادس هو "البيئة الواقعية" التي تدور فيها المعركة، فبيروت المسرح ليست بيروت بلا أسماء أو ملامح، وإنما هي بيروت الحقيقية، الجامعة الأميركية نفسها، السراي الحكومي بكل تفاصيله، ساحة النجمة، مبنى الحكمة، فرن الشباك، مع أدنى التفاصيل أهمية، وبالنسبة للملابس هناك قائد مجموعة أتاش الذي يلبس ثياب علماء الدين الشيعة، وقائد الميليشيا العسكري، وقادة الجيش السوري بثيابهم الرسمية، فيما غطاء الرأس لا يفارق عناصر تنظيم (أتاش) في إشارة واضحة إلى أصوليتهم الإسلامية. مع هذه العناصر وغيرها تخرج اللعبة عن كونها مجرد تخيل مبني على بعض الوقائع، لتدخل في إطار الواقعية التي تحمل شيئاً من الملامح الخيالية، ولتضع أمام المعنيين تحدي البحث عن الحقيقة من خلال تفكيك اللعبة بشكل دقيق وتشريح تفاصيلها المضمونية والشكلية ومتابعة أصغر مكوناتها لمعرفة ما إذا كانت هذه اللعبة هي مجرد انتقام تخيلي من عنصر مارينز اكتوى بنار لبنان وأذلت وحدته على الأرض اللبنانية، أم أنها تصور لمشروع انتقام فعلي يجمع في طياتها ثارات أميركية وصهيونية تبدو واضحة تماماً من خلال حمل جندي المارينز لسيف الشرف الذي تتربع على نصله نجمة داوود السداسية بكل وضوح؟!
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع