الدكتور رضوان عبد الرحمن
|
مَعاذَ السَّيفِ أنْ يَنعَاكَ شِعْرُ |
ويندُبُ حولكَ الجيْشُ الأغرُّ |
|
رثاؤكَ لا تقومُ بهِ القوافي |
وثأرُكُ أنْ يُقالَ الشرُّ صِفرُ |
|
بيَومٍ مِنْ نِداءِ الشَّمْس فِيهِ |
تهُبُّ مجرَّةٌ ويشُبُّ دهْرُ |
|
ويَرعُدُ عاصِفٌ ويمُورُ برٌّ |
ويصْعقُ قاصِفٌ ويفورُ بحْرُ |
|
تخالُ فَيَالقُ الدَّجَّال فِيه |
ترُجُّ قِيَامَةٌ ويضِجُّ حَشْرُ |
|
فَيا للَّهِ مِنْ كلبٍ وذئبٍ |
وضَبْع مِثلَ خِرْفانٍ تفِرُّ |
|
بسَاح الوَيْل مِنْ مَوتٍ لثان |
سُكارى صَاغرينَ وليسَ خمْرُ |
|
ولكنْ منْ عَذابِكَ في الأعَادي |
شَديْدٌ لا أشدُّ ولا أمرُّ |
|
ومِثْلُكَ يا عِمَادَ البَأسِ منهُ |
يَدوخُ ويَهْلَكُ الشَّرُّ الأشَرُّ |
|
فزندُكَ فيْ العدى كَرٌّ وكَرٌّ |
وخصْمُكَ فيْ الوَغَى فرٌّ وفرُّ |
|
فَفِي أَيَّارَ شارونٌ ودحْرٌ |
وفي تمُّوزَ ألمَارٌ ونحْرُ |
|
ولمْ يبْرحْ خَيَالُكَ مَا تبدَّى |
يُدمْدمُ في العِدى هَلَعٌ وذعْرُ |
|
وهَولٌ فيْ النُّفوسِ لهُ عَويلٌ |
وفي الأعْناقِ أسْيافٌ وعَقْرُ |
|
وأقْتَلُ مِنْ صَواعِقَ راجِمَاتٍ |
على الأشْرار رضْوانٌ وذِكْر |
|
فأنتَ على العِدى كابُوسُ حَرْبٍ |
شَديْدٌ لا يَنامُ ولا يَقِرُّ |
|
معَاذَ اللهِ أنْ يطْويكَ مَوتٌ |
وحاشَى أنْ يضُمَّ الشَّمْسَ قَبْرُ |
|
لكَ الرَّفعُ العليُّ ومَا مَقَالِي |
بلغْتَ العَرْشَ إشْراكٌ وكُفْرُ |
|
فمَا قتَلوكَ واقعةً ولكِنْ |
تشَبَّهَ للعِدى جَبَلٌ يَخرُّ |
|
فأشرقَ في عُلى البَاري حُسينٌ |
وأكلحَ في جحِيمِ الخِزي شِمْرُ |
|
رَسُولَ المجْدِ إنَّ كِتابَ ربٍ |
نِضَالُكَ فيهِ آيَاتٌ ونصْرُ |
|
وفجْرٌ فارسٌ عَبِقٌ عليْهِ |
تكسَّرَ للدُّجى حُلمُ وظِفْرُ |
|
فَأنْتَ منَ الضُّحى عَينٌ وعَقلٌ |
وأنْتَ منَ العُلى أُحْدٌ وبَدْرُ |
|
وليْثٌ واثبٌ والسَّاحُ حالٌ |
بهِ يثَّاقَلُ البطلُ الأمرُّ |
|
وأشْباهُ الرِّجالِ اليومَ حرٌّ |
وربَّاتُ الحِجال اليَومَ قرُّ |
|
فيا لكَ منْ سيوفِ اللهِ بأسٌ |
شديدٌ ينتخِي والطعْمُ مُرُّ |
|
وربٌّ للصَّواعِقِ مِنْ لظاهُ |
تفَحَّمَ للعِدى رأسٌ وصَدْرُ |
|
وذخْرٌ عفَّ عَنْ حطيِّنَ حتَّى |
يفورَ ويزفِرُ الحَرُّ الأحَرُّ |
|
فإنْ تزحَفْ جُيوشُ الشَّرِّ عَشْرٌ |
فأنْتَ على العِدَى أحَدٌ وعَشْرُ |
|
وأنتَ أمامَ مَرحَابٍ عليٌ |
وأنتَ مُقابلَ التِّنِّين خِضْرُ |
|
وأنتَ على الحِمى عيسَى وطِبٌ |
وأنْتَ عَلى العَمَى مُوسَى وسِحْرُ |
|
تناضِلُ مَا ثناكَ بريقُ تبْرٍ |
ولا أوْهَاكَ زلزالٌ وجَمْرُ |
|
فخلفَكَ يا عِمادَ الغيلِ رُومٌ |
ألدُّ وذلكَ الأمْرُ الأمَرُّ |
|
ومَا نامَتْ زنودُ الليثِ حتّى |
يُصافي ثعْلَبٌ ويفوحُ جُحْرُ |
|
فألوَى بالبرابِر والأفَاعي |
هُمَامٌ وحدَهُ جَيشٌ ونصْرُ |
|
فأشْرقَ بالضُّحى نشْوانَ مجْدٌ |
وأغرَبَ بالدُّجى خزيَانَ شَرُّ |
|
مضَيتَ ونعْلُكَ الشَّرَفُ المُدمَّى |
على شانِيكَ مَأثُرَةٌ وفخْرُ |
|
وسِرْتَ لربِّكَ الأعلى يُحَلِّي |
يَمينَكَ مِنْ ذرى العَليَاءِ سِفْرُ |
|
فطوبَى في رحابِ الخلدِ طوبَى |
لسَيفٍ شَاقَهُ فيْ السَّاح سُكْرُ |
|
أتحسَبُ أرْشَليمُ أنِ اسْتراحَتْ |
وأنقضَ كاهِلَ الفرسَان خُسْرُ |
|
وبرْبَرَ في شِمالِ الوحْشِ ذعْرٌ |
وغرْغرَ في نيُوبِ الليْثِ زأرُ |
|
مَعَاذَ الشَّمْس أنْ يختالَ شَرٌّ |
ويَفلِتَ مِنْ شُبُولِ الغِيل غَدر |
|
فشِلوكَ للشَّرى حَثٌّ ودأبٌ |
ومَوتُكَ للوَغَى بعْثٌ ونَشْرُ |
|
وغِيلُكَ منْ مثالِكَ ألفُ جَيْش |
يَنوءُ بِزنْدِهِ بحْرٌ وبَرُّ |
|
ترعْرعَ في العرينِ على الرَّوابي |
فأصْلٌ ثابتٌ والفَرْعُ فخْرُ |
|
كفِيلٌ أنْ تُدَمْدمَ في ثمُودٍ |
صَواعِقُ لا أشَدُ ولا أحَرُّ |
|
فيَنفثَ بالكَوارثِ مَا تبقَّى |
مِنَ الأنفاسِ شَيطانٌ وكُفْرُ |
|
ويَا حَسَنَ العُروبَةِ في نِدائي |
نداءُ الحَرْبِ والرَّايَاتِ نصْرُ |
|
ونسْرٌ لا يُسَاومُ جَانِحَاهُ |
إلى الجوزاءِ إيمَانٌ وصَبْرُ |
|
وسَيفٌ مثْلُ بَرْقِ الرَّعْد مَوتٌ |
يَحِينُ فأبْعدُ الأشْرار مِتْرُ |
|
يَمُنُّ على جَهَنَّم كُلَّ يَومٍ |
بِوَحْش مَا لهُ مِثْلٌ وأسْرُ |
|
أبَا الشُّهداءِ والشُّمِّ العَوالي |
وبَيْتُ قصيدتي فَخْرٌ وجَمْرُ |
|
عَزاءَ الشِّعْر في سَيفٍ أصَيلٍ |
أشَمٍّ غِمدُهُ مَجْدٌ وفخْرُ |
|
تعَازَى عَالمُ العَليَاءِ فيهِ |
وزَغْردَ في العُلى الشَّمَّاءِ سِدْرُ |
|
عَزاءُ المَرْءِ بعْدَ المَوتِ سَبعٌ |
ولكِنْ في عِمَادِ النَّصْرِ دَهْرُ |
|
عمَادَ الفَخْرِ أشْرقَ في سَمائي |
بذكْركَ مِنْ شُموسِ المَجْدِ كُثْر |
|
فأسْرجْتُ الجَناحَ وجَاشَ صَدريْ |
وسِرْتُ وخطوتي شَمسٌ وبَدرُ |
|
فأرهَقَ مَجدُكَ العَالي جناحِي |
وأتعَبَ مُقْلَتي فيْ الشَّمْسِ سِرُّ |
|
فعُدتُ وفي يدي درٌّ يتيمٌ |
ولكِنْ فَاتَنِي الدُّرُّ الأدرُّ |
|
وإنْ لمْ أنصِفِ الأسَد المُجَلِّي |
فعِنْدَ المُشْتري للأرضِ عُذرُ |
|
عِمادَ المَجْدِ يا شرَفَ المَعَالي |
بسَاحِكَ هَزَّنِي شِعْرٌ ونَثْرُ |
|
فَرُوحي بالفِدى شَغَفٌ وسُكْرٌ |
وشعري للعُلى وَقْفٌ ونَذرُ |
|
وإنْ مَا أشْعلَ الشُّعَراءَ مِثْلي |
عِمَادُ النصْرِ والسَّيْفُ الأبَرُّ |
|
فلا هَطلَ الغَمَامُ على تَمِيمٍ |
وزغرَدَ يَا بني شَيبانَ شِعْرُ |
|
فإنَّ الشِّعْرَ في الأبطالِ شِعْرٌ |
وفي البَاقينَ ثَرْثَرةٌ وهَذرُ |