إعداد: فيصل الأشمر
* فائدة إعرابية
ـ "فضلاً" يقال: لا أملكُ سيارةً فضلاً عن دراجة. تُعرَب "فضلاً" كالتالي: مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره "يفضل" منصوب بالفتحة الظاهرة.
ـ "فَينة" تأتي ظرف زمان منصوباً, نحو: أزور قريتي الفينةَ بعد الأخرى. (الفينة: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة على أنه مفعول فيه لفعل "أزور"). كما تأتي "فينة" اسماً مجروراً, نحو: كنت أزور قريتي بين الفَينةِ والفينةِ. (الفينةِ: مضاف إليه مجرور بالإضافة).
* أخطاء شائعة
ـ يقال: زعمَ بأنَّ الرجل وصل, والصحيح أن يقال: زعم أن الرجل وصل, قال تعالى: ﴿زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ﴾ (الأنعام: 94)
ـ يقال: أزمع فلان على الرحيل, والصحيح أن يقال: أزمع فلان الرحيلَ, أي عزم على الرحيل, قال امرؤ القيس: وإن كنتِ أزمعتِ صرمي فأجملي.
ـ يقال: سافرت كي أسوحَ في أوروبا, والصحيح أن يقال: سافرت كي أسيحَ في أوروبا, قال تعالى: ﴿فَسِيحُوا فِي الأرْضِ﴾ (التوبة: 2) ويخطئ من يقول: السواحة, فالصحيح: السياحة.
ـ يقال: أرسل إليه مُسْوَدّة المقال, والصحيح أن يقال: أرسل إليه مُسَوَّدةَ المقال, والجمع مُسَوَّدات وليس: مُسْوَدّات.
* من أمثال العرب
"إياكِ أعني واسمعي يا جارة"
خرج سهل بن مالك الفزاري يريد زيارة النعمان، فمرّ ببعض أحياء طيء، فسأل عن سيد الحي فقيل له حارثة بن لأم, فتوجه إلى دياره فلم يقابل أحداً إلا أخته, فقالت له: انزل في الرحب والسعة, فنزل فأكرمته, ثم خرجت من خبائها فرأى جمالها, وكانت عقيلة قومها وسيدة نسائها فأحبّ الزواج منها, وهو لا يدري كيف يخبرها بذلك, فجلس بفناء الخباء, وهي تسمع كلامه وجعل ينشد ويقول:
يا أخت خير البدو والحضارة |
كيف ترين في فتى فزارة |
إأصبح يهوى حرة معطارة |
ياك أعني واسمعي يا جارة |
فلما سمعت قوله عرفت أنه يعنيها. فلما رجع من عند النعمان نزل على أخيها فخطبها وتزوجها وسار بها إلى قومه. وهذا المثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئاً غيره.
- "إنَّكَ لا تجني من الشوك العنب"
رأى صبي أباه يغرس شجراً في البستان, وبعد مدة ظهرت ثماره عنباً حلواً لذيذاً, فظن الصبي أن كل ما يغرسه يُخرج العنب, وذات يوم وجد شجرة شوك فغرسها وانتظر مدة فوجد الشوك يظهر في أغصانها, فقال له أبوه : إنَّكَ لا تجني من الشوك العنب, فلا تنتظر الشيء من غير أهله. يُضرب هذا المثل في من يرجو المعروف من غير أهله أو من يعمل الشر فينتظر من ورائه الخير.
- "تعست العجلة"
أول من قال هذا "فند" مولى عائشة بنت سعد بن أبي وقاص, وكانت عائشة أرسلته يأتيها بنار، فوجد قوماً يخرجون إلى مصر فخرج معهم فأقام بها سنة ثم قدمَ فأخذ ناراً وجاء يركض فعثر وتبدد الجمر, فقال: تعست العجلة (يسبُّ العجلةَ).
* من غريب القرآن الكريم
ـ "بتكَ": قال الله تعالى في سورة النساء الآية 119: ﴿فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأنْعَامِ﴾. البتْك هو قطع الأعضاء والشعر، يقال: بتك شعره وأذنه.
ـ "التبتُّل": قال الله تعالى في سورة المزمّل الآية 8: ﴿وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً﴾. تبتَّلَ أي: انقطع في العبادة وإخلاص النية لله تعالى انقطاعاً يختصّ به.
ـ "أبلسَ": قال الله تعالى في سورة الروم الآية 12: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُون﴾. الإبلاس: الحزن المعترض من شدة البأس، يقال: أبلسَ، ومنه اشتُقَّ إبليس فيما قيل.
* كلمات عامية أصلها فصيح
ـ "رعبون": تقول العامة: دفع فلانٌ رعبون هذا الشيء, وكلمة "رعبون" محرفة من "العربون" وهو ما يقدمه المشتري للبائع من الثمن ليؤكد له أنه ملتزم بعقد البيع.
ـ "الرفش": تسمي العامة الأداة التي يُرفع بها التراب وغيره "الرفش". وقد يكون لهذه الكلمة أصل في اللغة الفصيحة, فقد وردَ أن الفعلَ "رفشَ" يعني جرفَ: رفشَ البُرَّ: جرفَه. والرفش: ما رُفشَ به.
ـ "رقعه": تقول العامة: رقعه كفاً أو بالكفّ, ورقعه بالعصا, إذا ضربه بها, وفي اللغة الفصيحة يقال: رقعه بالسوط أو بكفه: أي ضربه. وعليه فإن هذا الاستعمال العامي فصيح أيضاً.
* من بلاغة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله
ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "إن الله ليربيّ لأحدكم التمرة واللقمة، كما يربّي أحدكم فلوه (الفرس الصغير) وفصيله حتى يكون مثل أُحُد"(1)، وهذه استعارة. والمراد أن الله سبحانه يجمع القليل إلى القليل من صدقاتكم والنزر من قُرَبكم وطاعاتكم حتى يعظم يسيرها، ويكبر صغيرها، فيكون عظيم الجزاء بحسبه وجزيل الثواب على قدره، فجعل صلى الله عليه وآله ذلك كتربية الفلو والفصيل، وتربية الطفل الصغير، لأنه نقلٌ من حال الضعف والصغر إلى حال الاشتداد والكبر.
الفلو: بكسر الفاء وسكون اللام، وبفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو، وبضم الفاء: ولد الفرس (المهر) الصغير الذي له عامٌ.
* من نوادر العرب
ـ كان رجل يدّعي الشعر ولا يأبه له قومه، فقال لهم: إنما لا تأبهون لي من طريق الحسد. فقالوا: بيننا وبينك الشاعر بشّار. فذهبوا إليه، فقال له: أنشدني! فأنشده، فلما فرغ، قال له بشار: إني لأظنك من أهل بيت النبوة. قال له: وما ذلك؟ قال: لأن الله تعالى يقول: ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ﴾ (يس: 69). فضحك القوم، وخرجوا عنه.
* قال الشعراء
ـ قال صالح بن عبد القدوس:
لا تأمَنِ الدَّهـرَ الخَـؤُونَ فإنـهُ |
مـا زالَ قِدْمـاً للرِّجـالِ يُـؤدِّبُ |
وعواقِبُ الأيامِ في غَصَاتِهـا |
مَضَـضٌ يُـذَلُّ لـهُ الأعـزُّ الأنْجَـبُ |
فعليكَ تقوى اللهِ فالزمْهـا تفـزْ |
إنّ التَّقـيَ هـوَ البَهـيُّ الأهيَـبُ |
واعملْ بطاعتِهِ تنلْ منـهُ الرِّضـا |
إن المطيـعَ لـهُ لديـهِ مُقـرَّبُ |
واقنعْ ففي بعضِ القناعةِ راحةٌ |
واليأسُ ممّا فـاتَ فهـوَ المَطْلـبُ |
فإذا طَمِعتَ كُسيتَ ثوبَ مذلَّةٍ |
فلقـدْ كُسـيَ ثـوبَ المَذلَّـةِ أشعـبُ |
(1) ميزان الحكمة، الريشهري، ج 2، ص 1595.