نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

في رحاب بقية الله: 5صفات للإمام المهدي عجل الله فرجه


الشيخ كاظم ياسين


لقد زخرت الثقافة الإسلامية بأسماء وصفات للإمام المأمول المنتظر، حفلت بها الروايات والأخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام. ومن هذه الأسماء والصفات: محمد، والمهدي، وحجة الله، وخليفة الله، وبقيّة الله، والمنتظر، والخلف الصالح، والقائم. في هذه المقالة سنذكر بعض الروايات والأخبار التي وردت فيها هذه الأسماء والصفات، وسيتم شرحها وإيضاح مدى ارتباطها بظهوره الشريف.

محمد:
وهو الاسم الأصلي وتسميته الإلهية الأولى. والحُكم ذكر هذا الاسم المبارك في المحافل والمجالس من خصائصه لا سيما في الغيبة الصغرى، فقد ورد عن الريان بن الصلت، قال: "سألت الرضا عليه السلام عن القائم عجل الله فرجه فقال: لا يُرى جسمه ولا يسمّى باسمه" (1)، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "هو رجل منّي اسمه كاسمي يحفظني الله فيه ويعمل بسنتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ونوراً بعدما تمتلئ ظلماً وجوراً وسوءاً" (2).

المهدي:
هو من أشهر أسمائه وألقابه عند الفرق الإسلامية كافّة. وسمّي بالمهدي لأن الله تعالى يهديه ويرشده إلى الأمور الخفية التي لا يطلع عليها أحد، فعن أبي سعيد الخراساني أنه سأل الإمام جعفر الصادق عليه السلام: "المهدي والقائم واحد؟ فقال عليه السلام: نعم، فقال له: لأي شيء سُمّيَ المهدي؟ قال عليه السلام: لأنه يهدي إلى كل أمر خفيّ، يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غار بأنطاكية، فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل الفرقان بالفرقان، وتُجمع إليه أموال الدنيا كلها ما في بطن الأرض وظهرها فيقول للناس: تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام، وسفكتم فيه الدماء، وركبتم فيه محارم الله، فيعطي شيئاً لم يعط أحد كان قبله" (3). وروى محمد بن عجلان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إذا قام القائم عليه السلام دعا الناس إلى الإسلام جديداً، وهداهم إلى أمر قد دثر، وضل عنه الجمهور، وإنما سمي القائم مهدياً لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه"(4).

حجة الله: في كتاب كمال الدين وتمام النعمة، بإسناده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال: "لما أنزل الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وآله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ (النساء: 59) قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال صلى الله عليه وآله: هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي، أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر فإذا لقيته فأقرئه منى السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميّي وكنيي حجة الله في أرضه وبقيّته في عباده ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان" (5).

خليفة الله: رُويَ عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يخرج المهديّ من قرية باليمن يقال لها: كرعة، ومنادٍ ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وذلك عندما يصير الدنيا هرجاً ومرجاً، ويغار بعضهم على بعض، فلا الكبير يرحم الصّغير ولا القويّ يرحم الضعيف، فحينئذ يأذن الله له بالخروج" (6). بقيّة الله: روي أنه "إذا خرج عجل الله فرجه أسند ظهره إلى الكعبة واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً وأول ما ينطق به هذه الآية ﴿بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظ (هود: 86). ثم يقول: أنا بقية الله وحجته وخليفته عليكم فلا يسّلم عليه مسلم إلا قال: السلام عليك يا بقية الله في أرضه" (7)، وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: "إن العلم بكتاب الله عزّ وجلّ وسنَّة نبيه صلى الله عليه وآله ينبت في قلب مهدينا كما ينبت الزرع عن أحسن نباته، فمن بقي منكم حتى يلقاه فليقل حين يراه: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة، ومعدن العلم وموضع الرسالة. وروي أن التسليم على القائم عجل الله فرجه أن يقال: السلام عليك يا بقية الله في أرضه" (8).

المنتظر: يعني من ينتظر مقدمه المبارك الخلائق، ولأن الناس كانوا ولا يزالون ينتظرون ظهوره وخروجه لتطهير الكرة الأرضية من كل ظلم وجور، وسئل الإمام أبو جعفر محمد بن علي الجواد عليه السلام: "لم سُمّيَ المنتظر؟ فقال عليه السلام: لأن له غيبة تكثر أيامها، ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، ويستهزىء بذكره الجاحدون، ويكذب فيها الوقاتون، ويهلك فيها المستعجلون، وينجو فيها المسلّمون" (9).  القائم: يعني القائم بأمر الله تعالى، ويترقب الإشارة ليل نهار ليظهر أمر الله وينجز وعده بالحقّ وسُمّيَ بالقائم لأنه يقوم بأعظم قيام عرفه التاريخ البشري، ويقوم بالحق الذي لا يشوبه باطل. يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله: "طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي، وهو مقتد به قبل يوم قيامه، يأتم به وبأئمة الهدى من قبله، ويبرأ إلى الله عزّ وجلّ من عدوّهم، أولئك رفقائي وأكرم أمتي عليّ"(10). 

وأسند علي بن محمد بن علي برجاله إلى الأصبغ بن نباتة إلى علي عليه السلام قال: "كنت عند النبي صلى الله عليه وآله في بيت أم سلمة فدخل سلمان وأبو ذر والمقداد وابن عوف وجماعة، فقال سلمان: يا رسول الله إن لكل نبي وصياً وسبطين فمن وصيك وسبطاك؟ فأطرق صلى الله عليه وآله ثم قال: إن الله تعالى بعث أربعة آلاف نبي وكان لهم أربعة آلاف وصي وثمانية آلاف سبط، والذي نفسي بيده لأنا خير الأنبياء، ووصيي خير الأوصياء وسبطاي خير الأسباط. إن آدم أوصى إلى ابنه شيث (...) وأنا أدفعها إليك يا علي، وأنت تدفعها إلى الحسن، والحسن إلى الحسين، والحسين إلى ابنه علي، وعلي إلى ابنه محمد، ومحمد إلى ابنه جعفر، وجعفر إلى ابنه موسى، وموسى إلى ابنه علي، وعلي إلى ابنه محمد، ومحمد إلى ابنه علي، وعلي إلى ابنه الحسن، والحسن إلى ابنه القائم، ثم يغيب عنهم إمامهم ما شاء الله. ثم رفع صوته وقال: الحذر الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي ثم يخرج من اليمن من قرية يقال لها: كرعة، ينادى هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه" (11).


وعن أبي حمزة الثمالي قال: "سألت الإمام الباقر عليه السلام: يا بن رسول الله ألستم كلكم قائمين بالحق؟ قال: بلى. قلت: فلما سُميّ القائم قائماً؟ قال: لما قُتل جدي الحسين عليه السلام ضجت الملائكة إلى الله بالبكاء والنحيب قالوا: إلهنا وسيدنا أتغفل عمن قتلوا صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك؟! فأوحى الله عزّ وجلّ إليهم. قرّوا ملائكتي فوعزتي وجلالي لأنتقمنّ منهم ولو بعد حين. ثم كشف الله عزّ وجلّ عن الأئمة من ولد الحسين عليه السلام للملائكة فسرّت الملائكة بذلك فإذا أحدهم قائم يصلي، فقال الله: بذلك القائم أنتقم منهم" (12). وسئل الإمام أبو جعفر محمد بن علي الجواد عليه السلام: "لم سُمّيَ القائم؟ قال عليه السلام: لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته" (13).


(1) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 51، ص 31.
(2) علل الشرائع، الشيخ الصدوق، ج 1، ص 161.
(3) بحار الأنوار، م. س، ج 51، ص 30.
(4) م. ن، ج 51، ص 28 33، عن الإرشاد للمفيد.
(5) تفسير نور الثقلين، الحويزي، ج1، ص 497.
(6) كفاية الأثر، الخزاز القمي، ص 151.
(7) كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق، ص 331.
(8) بحار الأنوار، م. س، ج 51، ص 36.
(9) كمال الدين وتمام النعمة، م.س، ص 378.
(10) م. ن، ص 286.
(11) بحار الأنوار، م. س، ج 36، ص 335.
(12) م. ن، ج 51، ص 28 و29.
(13) كمال الدين وتمام النعمة، م. س، ص 378.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع