أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

أدب ولغة: كشكول الأدب


إعداد: إبراهيم منصور


* من أمثال العرب:
"عينُكَ عَبْرَى، والفؤادُ في دَدٍ"

"عينُكَ عَبْرَى، والفؤادُ في دَدٍ". الدَّد هو اللهو واللعب، وأصلُه دَدَوٌ، والعين العَبْرَى هي الباكية. ويُضرب هذا المثَل لمن يظهر لك التعاطف والحزن، إذ لاحَتْ في عينيه عَبْرةٌ عابرة، في حين أنّه في حقيقة مشاعره متحوِّلٌ عنك، ولعلَّه شامِتٌ فرِحٌ ببليَّتك، فنبضاتُ قلبه ترقُص على إيقاع الغبطة والسرور لما أَلَمَّ بكّ!. وكلمة "دَدٌ"، أو "دَدَا" التي بمعنى اللعب، يبدو أنَّها كلمة عالمية. إذ تسمَّى المربية الملاعبة للطفل "دادا" بالفرنسية "dada"، وتعني "لُعبة حصان" أو "الحصان اللعبة"، بلغة الأطفال الفرنسيّين. ومسكُ الختام في هذا المثل العربي حديثُ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله: "ما أنا مِنْ دَدٍ، ولا الدَّدُ منّي" (1) أي: ما أنا في شيء من اللهو واللعب وليس ذلك من شأني.

* من أبلغ الكلام
من أجمل ما قيل في التربية والتعليم، حكمة الإمام علي عليه السلام: "مَنْ نصَّب نفسه للناس إماماً فَلْيَبْدأ بتعليم نفسه، قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلّم نفسه ومؤدّبُها أحقّ بالإجلال من معلّم الناس ومؤدّبهم".(2) إنَّ حكمة الإمام عليه السلام هذه تنطوي، في الحقيقة، على ثلاثة معانٍ، كلّ معنى منها هو حكمة قائمة بذاتها؛ فالمعنى الأوّل هو أن يتولّى الإنسان تعليم نفسه أوّلاً، إذ إنَّ فاقد الشيء لا يُعطيه. وهذا المعنى صاغه أبو الأسود الدُّؤَلي شعراً فقال:
 

يا أيُّها الرجلُ المعلّمُ غيرَه

هلّا لنفسكَ كان ذا التعليمُ


أمّا المعنى الثاني، في حكمة الإمام عليه السلام، فهو أنّ "معلم نفسه ومؤدبِّها أحقُّ بالإجلال من معلّم الناس ومؤدِّبهم". ولا يخفى ما في هذا المعنى من فائدة تُضاف إلى المعنى الأوّل؛ إذ الإجلال لكلّ من يبدأ بنفسه في تطبيق مواعظه. وأمّا المعنى الثالث، وهو ما تركّز عليه التربية الحديثة، فيبرز في قوله عليه السلام: "ولْيكن تأديبُه بسيرته، قبلَ تأديبه بلسانه". إذ على المعلّم المربّي أن يكون بسيرته الصالحة لأبنائه وتلاميذه، خير قُدوة لهم وأسوة حسنَة. وهكذا فقد سبقَتْ حكمةُ الإمام علي عليه السلام طرائقَ علم النفس التربوي الحديث الذي اكتشف بعد 1400 سنة أسلوبَ التربية بالقدوة والمثَل: "l’education صلى الله عليه وآلهar l’ exem صلى الله عليه وآلهle"

* من الأضداد
- "العادل": هو صاحب العدل، وكذلك مَنْ يَعدِل عن الحقّ، أي يبتعدُ عنه، فهو عادل!
- أَفْرَحَهُ الشيءُ: سَرَّه.
وأفرحَهُ الدَّيْنُ: أَثقلَه وشَقَّ عليه. لذا، فمن يقولُ: "أفرحَتْني الدنيا، ثمّ أفرحَتْني"، لا يعني تكرارَ الفرح، أو المبالغةَ فيه، بل يريد أن يقول: "سَرَّتْني الدنيا، ثمَّ غمَّتْني". فالمُفْرَحُ هو الفقيرُ المحتاج، ومن هنا قولهم: "ما يَسُرُّني بهذا الأمر مُفرِح!".
- ومن غريب كلام العرب في التضادّ، لفظةُ "القُرْء"، فتأتي بمعنى الحَيْض وأيضاً بمعنى الطُّهر.

* من غريب العامّيَّة
"اصطُفِلْ"، بمعنى: أنتَ حُرّ، إفعل ما تشاء. هذا الفعل تستعمله عامَّة الناس في بلاد الشام، خصوصاً لبنان وسوريا. فما هو أصلُ هذا التعبير الفذّ؟. حقيقة الأمر- في ما نرى، والله أعلم - أنّ هذا اللفظ هو اختصار بديع وإيجاز بليغ لعبارة عربية أصلية هي: "اصْطُفِ الأَنْسَبَ (أو الأحسنَ، أو الأفضلَ...) لك." أي: اختَرْ ما يناسبُك، وتصرّف كما يحلو لك؛ ففعل "اصطَفَى" معناه "اختارَ"، ومنه المصطفى (المختار)، من أسماء النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله. كثيراً ما نقول إنَّ اللهجة العاميَّة هي الوليد المريض المشوّهُ للّغة العربية الفصحى، وهذا قول حقّ. ومع ذلك، فإنّ في اللَّهَجات العاميّة تعابير غريبة، قد وُلِدَتْ، أصلاً، من رحم الفصحى. ولكنّ اللغة الأمّ - لسببٍ لا ندريه - تخلَّت عنها، في حين استمرَّت تُستعمَل في العاميَّة، على كثرة. من ذلك، مثلاً: "اصْطَفِ الأنسبَ لك"، إذ ارتاحت العامَّة لهذا التعبير، فأوجزته وحذفت "أنسب لك" مُبقيةً على "اصْطَفِ الْ"، أي أبقت على فعل الأمر "اصطَفِ"، وعلى "أل" التعريف من "الأنسب" على الألسُن.

* في الكلمات الشديدة الثراء
"علْجوم": لكل لفظة عربيّة معنى مختصّ بها، كانت له لِفْقاً، وعليه وَقْفاً، وكثيراً ما نجد مفردات غنيَّة بالمعاني التي يمكن التمييز بينها من سياق الكلام. ولكنَّنا قلَّما نجدُ، في مُجمل اللسانِ العربي، مفردةً تحمل من المعاني ما تحمله كلمة "عُلجوم"، فمن معانيها المختلفة والمتباينة: الظَّليم (ذَكَر النعَّام) - البطَّة الذّكّر - طائر أبيض - الثور المُسِّ - الوَعْل (الأَيِّلِ)- الكَبْش - الضَّفدع الذَّكَر - ظُلمة الليل - الجَماعة من الناس - البستان الكثير النخل - الماء الغَمْر - موجْ البحر... فتأمَّل!.

* من نوادر العرب

وقف أحد اللصوص النصّابين واعظاً في الناس، وذلك بعد قيامه بسرقة كبيرة، فقال لكي يُبعد الشبهة عنه: "علينا أن "نظلُّ" ساهرين حتى "نقبضُ" على هذا اللص المجرم". فقال له أحدُ الحاضرين: "أن نظلَّ... حتى نقبضَ" ها هنا موضعان للنصب، يا أخا العرب. وفي موضع النصب عليك أن تنصُب. فأجابه الخطيبُ اللصّ بابتسامةٍ راضية: إذا وقفتِ المسألة على النَّصب، هذه بسيطة، مقدور عليها، إن شاء الله.

* من الثنائيَّات
الثنائيّات هي مفردات تُلفَظُ مَثْنَّىً مثنىً، أي كلّ مفردتين تُلفظان معاً، لصفةٍ تجمعُ بينهما،. من هذه الثنائيات:
- الأَحَصَّان: العبد والحمار (الأَحصُّ: قليل الخير)، وهو من غريب أحكام العرب!
- الأصفَران: الذهب والزعفران، وقيل: الذهب والنحاس الأصفر (الشَّبهان)(3).
- المَثَانتان: مستقرُّ البَوْل، وموضع الجنين في بطن أُمِّه.
ومن الثنائيّات ما يُقسَمُ به، أو جرى مجرى القسم
- قسماً بالعَجْمَاوَيْن!: صلاتَيْ الظُّهر والعصر، وقد سُمِّيتا هكذا بسبب إسرارِ القراءة فيهما، بدَلَ الجَهْر.
- وحقِّ الطَّرِيَّيْن!: السَّمَك والرُّطَب.
- وحقِّ الكريمَيْن!: الحَجّ والجهاد.


(1) جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي، ج 15، ص 546.
(2) نهج البلاغة، خطب الإمام علي عليه السلام، ج 4، ص 16.
(3) الشَّبَهان: نحاس أصفر، مأخوذ من النحاس الأحمر والتوتيا.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع