نبيه أبو سليمان/ معلقة زحلة
|
يا أخت أيّوب هل في الحقِّ إنكار |
عزّاك ربّي، فدربُ الصبر مرّارُ |
|
والدّهرُ دو حِكَم، أشجاه عِبرٌ |
فالشّوك يُعشق إذ تنداسُ أزهارُ |
|
أراكِ فوق فراشٍ قاتمِ جهمٍ |
تبكين من غاب، وهو الرّكنُ والدّارُ |
|
أراكِ يا قرَّة العينين حالكةً |
فالوجه نورٌ، وليلُ الثّوبِ معيارُ |
|
تبكين من كان بالأمس القريب فتًى |
زوجاً حنوناً به تنزاح أوزارُ |
|
واليوم أضحى شهيداً طيَّ مرقده |
في عتمةِ القبرِ وهو النّورُ والنّارُ |
|
وهج الشهادة إن شعَّ العدى اندحروا |
وانزاح ليلٌ، كأنّ النُّورَ سيّارُ |
|
في قلبنا أنت باقٍ دائماً أبداً |
هديٌ إلى الحقِّ، ترنيمٌ وأوتارُ |
|
هبَّ الأعادي بنيران وأسلحةٍ |
فقمت تردعُ ما همّتكُ أخطارُ |
|
تصلي جحافلهم والعينُ ساهرةٌ |
والقصف يزأر والأعداء إدبارُ |
|
حتّى ارتميت، دماءُ الطّهر نازفةٌ |
لو لفّك التّربُ، هل يخفيك حفّارُ؟ |
|
جنوب لبنانَ هل في الأفقِ بارقةً |
أن يُسحق الصِّلُّ أو تندكَّ أوكارُ |
|
صال المقاوم والإسلامُ عدَّتُه |
سلاحه العِزمُ، والإيمان نوّارُ |
|
لا موتَ يُخشى، ولا خوفَ يراودُهُ |
فالليل يُمحى إذا زانته أقمارُ |
|
جنوبَ لبنانَ، أنتَ المنثني ألماً |
أبناؤكَ الأسدُ ثوّارٌ وأحرارُ |
|
إن هبَّتِ الرّيحُ صخرٌ لا يفتّتُهُم |
زحفٌ من الأرض، أو قصفٌ وطيّارُ |
|
لهيبُ "روما"، ونيرونُ انتشى ضحكاً |
ومن "هلاكو" بأرضِ العُربِ تذكارُ |
|
كلّ الطغاةِ انتهوا، وانزاحَ حملَهُمُ |
فليتَّعِظ من دروس الدّهرِ أشرارُ |