لستُ شيعيّاً وأحبُّ السيّد مرقد السيّد: ملاذُ القلوب في لبنان إحسان عطايا: السيّد في وجدان فلسطين سيّد شهداء الأمّة: طالبُ علم من النجف حتّى الشهادة الشيخ جابر: شهيدنا الأســمى كـان سيّد القوم وخادمهم السيّد الحيدريّ: ارتباطي بالسيّد نصر الله ولائيّ وفقهيّ مع الإمام الخامنئي | أوّل دروس النبيّ : بنــاء الأمّــة* نور روح الله | تمسّكـوا بالوحدة الإسلاميّة* أخلاقنا | سوء الظنّ باللّه جحود* فقه الولي | من أحكام مهنة الطبّ

عزيزي القارئ



بين ذكرى الوفاة وذكرى الهجرة النبوية الشريفة يومان فقط، وهذه الفاصلة الزمنية القصيرة جداً في حساب الزمن تحكي عن ترابط وثيق، إن لم نقل تطابق تام بين معاني وإيحاءات هاتين الذكرتين العظيمتين.
فما الوفاة إلا الهجرة من عالم الفناء والالتحاق بالرفيق الأعلى في عالم البقاء. وهذا مكتوب على كل البشر ولا مفر منه بحكم قوله تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ، وقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .
وما الهجرة من مكة إلى المدينة إلا تعبير عن استيفاء الرسالة والدعوة إلى اللَّه حقها في مكة، وبلوغها الأجل المقدَّر لها، فكان الانتقال إلى المدينة لتنطلق الرسالة في عالمها الجديد، ومنه إلى جميع أنحاء العالم.

لكن الهجرة الحقيقية -عزيزي القارئ- ليست هذه ولا تلك. بل هي شيء آخر، وهاتان الهجرتان من المصاديق المطابقة لا أكثر فالهجرة الحقيقة هي هجران منزل السوء وبيت النفس الأمارة به، وهي ترك النفس وتعلقاتها بالمال والبنين والوطن والجاه والحياة، ثم السير إلى اللَّه عز وجل.
الانتقال من مكة إلى المدينة هو ترك للتعلق بالوطن وهجرة إلى اللَّه. والجهاد هو ترك للراحة وهجرة إلى اللَّه، والاستشهاد والوفاة في سبيل اللَّه ترك للحياة وهجرة إلى اللَّه، ولكل هجرته. وقد أدى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم هجرته، فماذا عسانا فاعلين؟؟

"ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى اللَّه ورسوله ثم يذكره الموت فقد وقع أجره على اللَّه وكان اللَّه غفوراً رحيماً".
وإلى اللقاء


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع