د. علي ضاهر جعفر
* من فقه اللغة:
اختلاف لغات العرب من وجوه(1):
أحدها الاختلاف في الحركات كقولنا «نَستعين» و«نِستعين» بفتح النون وكسرها. قال الفَرّاء: هي مفتوحة في لغة قريش، وأسدٌ وغيرهم يقولونها بكسر النّون.
والوجه الآخر: هو الاختلاف في الحركة والسّكون، مثل قولهم: «معَكم» و«معْكم».
ووجهٌ آخر: هو الاختلاف في إبدال الحروف نحو «أولئك» و«أُلالك».
ومنها قولهم: «أنَّ زيداً» و«عَنَّ زَيداً».
ومن ذلك: الاختلاف في الهمز والتّليين نحو: «مُستهزِئون» و«مُستَهزون».
ومنه الاختلاف في التّقديم والتّأخير نحو: «صاعقة» و«صاقعة».
ومنها الاختلاف في الحذف والإثبات نحو: «استحيَيْتُ» و«استَحَيْتُ»، و«صَدَدتُ» و«أَصدَدْتُ».
ومنها: الاختلاف في الحرف الصحيح يبدلُ حرفاً معتلّاً نحو: «أمّا زيد»، و«أيما زيد».
ومنها الاختلاف في الإمالة والتّفخيم في مثل: «قضى» و«رمى». فبعضهم يفخّم وبعضهم يُميل.
ومنها الاختلاف في الحرف السّاكن يستقبل مثله، فمنهم من يكسر الأوَّل ومنهم من يضمّ، فيقولون: «اشترَوُا الضّلالة» و «اشتَرَوِا الضّلالة».
ومنها الاختلاف في التّذكير والتّأنيث، فإنَّ من العرب من يقول: «هذه البقر»، ومنهم من يقول «هذا البقر»، و«هذه النّخيل» و«هذا النّخيل».
ومنها الاختلاف في الإدغام نحو «مُهْتَدون» و«مُهَدُّون».
* غلطات شائعة
نَوَايا: يعتقد بعضهم أنّها جمع «نيّة»، وهي لا تُجمَع على هذا النحو.
الصحيح: إنّ جمعها «نِيّات»، مع العلم أنّهم يُردّدون الحديث الشّريف: «إنّما الأعمال بالنّيّات»، فلا يتّجهون إلى المعنى الصّحيح(2).
* من أعلام الأدب واللغة
الجاحظ: هو عمرو بن بحر البصريّ، كان مولى لإبراهيم بن يسار النّظام وتلميذه. ألّف الكثير من الكتب، منها: الرسالة، الّتي جمع فيها كلمات أمير المؤمنين عليه السلام ، وكتاب الحيوان، الذي قال فيه الدّميريّ إنّه من أحسن تصانيفه. وقيل له الجاحظ، لأنّ عينيه كانتا جاحِظَتَيْن، والجحوظ: النّتوء.
قال يوماً لتلامذته: ما أخجلتني إلّا امرأة، أتت بي إلى صائغ فقالت: مثل هذا، فبقيتُ حائراً من كلامها، فلمّا ذهبَتْ سألتُ الصّائغ، فقال: استعملتني أن أصيغ لها صورةَ جنّيّ، وفي قول: صورة الشّيطان. فقلت: لا أدري كيف صورته، فأتت بِك.
طال عمر الجاحظ، وأصابه الفالج في آخر عمره، وكان يطلي نصفه الأيمن بالصَّندل والكافور لشدّة حرارته، والنّصف الأيسر لو قرض بالمقاريض لما أحسَّ به من شدّة برده، وكان يقول في مرضه: «اصطلحَتْ على رأسي الأضداد؛ إن أكلتُ بارداً أخذ بِرِجلي، وإن أكلتُ حارّاً أخذ برأسي»(3).
* هل تعلم؟
1. هل تعلم أنَّ «شاعر الخضراء» هو الشّاعر التّونسيّ أبو القاسم الشّابّيّ؟
2. هل تعلم أنَّ امرَأَ القيس هو «ذو القروح»؟
3. هل تعلم أنّ عائشة عبد الرّحمن هي بنت الشّاطئ؟
1. الصّاحبيّ في فقه اللّغة العربيّة ومسائلها وسنن العرب في كلامها، أبو الحسين أحمد بن فارس، ص 26-25.
2. تطهير اللّغة من الأخطاء الشّائعة، محجوب محمَّد موسى، ص 10.
3. منتهى الآمال، الشّيخ القمّي، ج 3، ص 350-351.