مع الإمام الخامنئي | لا تنبهروا بقوّة العدوّ* نور روح الله | لو اجتمع المسلمون في وجه الصهاينة* كيف تكون البيعة للإمام عند ظهـوره؟* أخلاقنا | كونوا مع الصادقين* الشهيد على طريق القدس عبّاس حسين ضاهر تسابيح جراح | إصابتان لن تكسرا إرادتي(1) على طريق القدس | «اقرأ وتصدّق» مشهد المعصومة عليها السلام قلبُ قـمّ النابض مجتمع | حقيبتي أثقل منّي صحة وحياة | لكي لا يرعبهم جدار الصوت

فقه الولي: من أحكام البيئة (3): الأرض والنبـــاتـــات


الشيخ علي معروف حجازي


أشار آية الله العظمى الإمام السيّد عليّ الخامنئيّ دام ظله إلى وجهة نظر الإسلام بخصوص أهمّية الحفاظ على الأرض والثروات الطبيعيّة العامّة، قائلاً: "الإسلام والأديان الإلهيّة شدّدت دوماً على ضرورة شعور الإنسان بالمسؤوليّة تُجاه الطبيعة، والحفاظ على التوازن بينها وبين الإنسان؛ لأنّ اختلال هذا التوازن هو السبب الرئيس في ظهور مشكلات البيئة".

وعدّ الإمام دام ظله التحدّي البيئيّ تحدّياً شاملاً عامّاً في العالم كلّه، وأشار إلى الآثار والتبعات طويلة الأمد لقضايا البيئة، مضيفاً: "تدلّ تجارب البلدان المختلفة على أنّ الكثير من المشكلات البيئيّة يمكن تفاديها والوقاية منها، وإيجاد حلول لها".

في هذا المقال، بعض الأحكام الفقهيّة المتعلّقة بالأرض والنباتات.

غرس الأشجار
إنّ غرس الأشجار من وجهة نظر الإسلام له ثوابه، كما أنّ زرع النباتات لتوسيع المساحات الخضراء، أو لتنقية الهواء، أو للاستفادة من ثمارها، هو أمر جيّد أيضاً.

لكن ثمّة أحكام أخرى تجب مراعاتها؛ لذا يجب أن يكون المكان ملكاً للزارع أو الغارس، فلا يجوز غرس الأشجار أو زرعها في ملك الآخرين دون إذن.

كما لا تجوز الزراعة في نطاق الملك الشخصيّ، فيما إذا كان ذلك يسبّب الأذى والضرر للآخرين؛ لأنّه لا يجوز إلحاق الضرر والأذى بالناس بحجّة وجود التوصية بالزراعة مثلاً، كزراعة نوع من الأشجار يقتلع جذوره جذور محاصيل الآخرين.

قطع الأشجار وبيع خشبه
ثمّة روايات تبيّن: إنْ قطعتم شجرة اغرسوا مكانها أخرى؛ فوجهة نظر ديننا في هذا الإطار هي توسيع الغطاء النباتيّ والمساحات الخضراء.

- لا إشكال في قطع الأشجار من أجل الاستفادة من خشبها إذا كانت ملكاً شخصيّاً، أو ملكاً للآخرين ولكن بإذنهم.

تكسير أغصان الأشجار
- لا ينبغي تكسير أغصان الأشجار دون مبرّر لذلك.

- إذا كانت ملكيّة هذه الأشجار تعود إلى الآخرين، فهذا العمل حرام.

- أمّا إن كانت مُلكاً شخصيّاً:

أ- إذا عُدَّ كسر غصن من الشجرة نوعاً من الإسراف وإتلاف المال، فيكون حراماً.

ب- إذا كان ذلك من أجل الاعتناء بالشجرة، وتشذيب أطرافها؛ لتعطي ثماراً أكثر، فهذا العمل لا إشكال فيه.

حفر كلمات على شجرة
- إذا كانت تلك الشجرة ملكاً لشخص، وكان الحفر تصرّفاً في ملكه، ويلحق الضرر به، فلا يجوز ذلك، بل يجب تحصيل رضاه.

- وأمّا إذا لم يُلحق ضرراً بالشجرة، مع العلم أنّ صاحبها كان راضياً، ففي هذه الحالة لا شيء عليه. وأمّا إذا لم يكن صاحبها راضياً بالحفر، فعندئذٍ يجب تحصيل رضاه.

- أمّا إذا كانت تلك الشجرة من الأموال العامّة وقد تضرّرت، فيجب الدفع للمعنيّ الأساسيّ ما يعادل حجم الضرر الذي تسبّب الحافر به.

تشذيب الأشجار والنباتات وقلعها
- إذا كان تشذيب الأشجار، وقلع النباتات الغضّة الطّريّة التي تنمو في الربيع بالقرب من الأشجار المثمرة، في نطاق الملك الشخصيّ، أو ملك الآخرين مع تحصيل إذنهم، فلا إشكال فيه. وإلّا، فلا يجوز أن تُقلع الأعشاب من أراضي الآخرين أو حقولهم دون إذنهم أو رضاهم.

غرس الأشجار في مداخل المدن
إنّ غرس الأشجار في المدخل العامّ للمدينة يحتاج إلى التنسيق مع المسؤولين المعنيّين بشؤون المدينة؛ لتنظيم الأمور.

التتمّة في العدد المقبل بإذن الله

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع