لستُ شيعيّاً وأحبُّ السيّد مرقد السيّد: ملاذُ القلوب في لبنان إحسان عطايا: السيّد في وجدان فلسطين سيّد شهداء الأمّة: طالبُ علم من النجف حتّى الشهادة الشيخ جابر: شهيدنا الأســمى كـان سيّد القوم وخادمهم السيّد الحيدريّ: ارتباطي بالسيّد نصر الله ولائيّ وفقهيّ مع الإمام الخامنئي | أوّل دروس النبيّ : بنــاء الأمّــة* نور روح الله | تمسّكـوا بالوحدة الإسلاميّة* أخلاقنا | سوء الظنّ باللّه جحود* فقه الولي | من أحكام مهنة الطبّ

مصباح الولاية: فضيلة التفكر

 


للتفكر فضائل كثيرة وبحسب تعبير الإمام الخميني قدس سره فالتفكر هو مفتاح أبواب المعارف وخزائن الكمالات والعلوم، وهو مقدمة لازمة وحتمية للسلوك الإنساني، وله في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة تعظيم بليغ وتمجيد كامل، كما أن تاركه معيّر ومذموم وقد جاء في "الكافي" عن الإمام الصادق عليه السلام:
"أفضل العبادة إدمان التفكر في الله وفي قدرته". وفي حديث آخر: "تفكر ساعةٍ خير من قيام ليلة"، وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن تفكُّر ساعةٍ خير من عبادة سنة" وفي حديث غيره: "إن تفكر ساعةٍ خير من عبادة ستين سنةٍ" وفي رواية: "سبعين سنة".

 وعلى كل حال، إن للتفكر درجات ومراتب، ولكل مرتبة نتيجة أو نتائج، وسوف نتناول بعضها:
الأول: هو التفكر في الحق تعالى، وأسمائه وصفاته وكمالاته. ونتيجة ذلك هو العلم بوجوده وبأنواع تجلياته، التي منها الأعيان الواقعية والمظاهر الخارجية، وهذا أفضل مراتب التفكر، وأعلى مراتب العلوم، وأتقن مراتب البرهان. وهنا لا بدّ أن نعرف أن قولنا: "التفكر في الذات والأسماء والصفات" قد يحمل الجاهل على الظن بأن التفكر في ذات الله ممنوع بحسب الروايات، دون أن يعلم أن التفكر الممنوع هو التفكر في اكتناه الذات وكيفيتها، حسب ما يستفاد من الأحاديث الشريفة. "تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في الله فإنكم لن تقدروا قدره". وقد يمنع غير المؤهل، من النظر في بعض المعارف ذات المقدمات الدقيقة.

الثاني: هو التفكر في روائع الصنع وإتقانه ودقائق الخلق، بما يتناسب وقدرة الإنسان من طاقة للتفكر، ونتيجة هذا التفكر هي معرفة المبدأ الكامل والصانع الحكيم، لذلك فإن التفكر في لطائف الصنعة ودقائقها وفي إتقان نظام الخليقة، من العلوم النافعة، ومن أفضل الأعمال القلبية، وخير من جميع العبادات، لأن نتيجته أشرف نتيجة، وعلى الرغم من أن النتيجة الأصلية لجميع العبادات والسر الحقيقي لها هو الحصول على المعرفة، فإن كشف هذا السر والحصول على تلك النتيجة ليسا متيسرين للجميع بل أن لذلك أهلاً تكون لهم في كل عبادة بذرة لمشاهدة أو لمشاهدات، وعلى أيّ حال إن الإطلاع على لطائف الصنعة وأسرار الخليقة بحسب الحقيقة والواقع لم يتيسّر للبشر، حتى الآن.
الثالث: هو التفكر في أحوال النفس، الذي يؤدي إلى نتائج كثيرة ومعارف عديدة منها العلم بيوم المعاد، والعلم بإرسال الرسل وإنزال الكتب، أي النبوة العامة، والشرائع الحقة.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع