اسمع أخي حديثي ثم نبّئني | ماذا أصابك من حزن ومن كدر |
إنّ الذي تشعر به يا سامعي | يجري بدمعك من غمّازة البصر |
أرثي أنا رجلاً شريفاً صادقاً | نحى عن الإسلام زيف المظهر |
وحمى الرسالة من طغاة أميّة | ونهى الخلائق عن ركوب المنكر |
ضحّى بعترته وأصحاب معاً | فغدوا عطاشى في أليم المنظر |
يا لهف نفسي لو تذود عن الورى | حتى تنال شفاعة في المحشر |
يا سامعي أجهش بدمعك إنه | أجرى لثورته دماء المنحر |
لما استقل وحيداً تحت شمستها | يحمل على الكفار سيف الحيدر |
لولا القضا لفنى الجيوش بضربة | تلوّي الرؤوس والهامات تُشطر |
لكن حكم الله جل جلاله | شاء الشهادة واللقاء الأزهر |
ثاو على رمضائها مضرّج | بدم الوريد مخضب إذ ينثر |
ما إن فرغت من الحديث رأيته | جاثٍ يقبل في خشوع منبري |
ويقول لي انشر حديثك إنّه | يأمن بذكره من لحبّه ينشر |
مرتضى عواضة