نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

تغذية: المكملات الغذائية(1): حاجة أم رغبة؟

سارة الموسوي خزعل(*)

يصف لها الطبيب مكمّلاً غذائياً، فتُراجع الطبيب بعد فترة وقد زاد وزنها بشكل عجيب، وتضع اللّوم على المكمّل الغذائي. فهل للمكمّل الغذائي أثر في زيادة الوزن؟
يذهب إلى الصيدلية، فيطلب مكمّلاً غذائياً من شركة معيّنة، يستبدله الصيدلاني بمكمل غذائي آخر بنفس المواصفات ولكن من صنع شركة أخرى، فيرفضها لأن النوع الأول باعتقاده أفضل من الثاني. فهل يختلف مكمّل غذائي عن آخر؟
تشعر بالخمول، فتسارع إلى قرص الفيتامين C، فهل الـ vit C منشّط حقيقي؟ وهل تناوله بكثرة آمن؟


هناك بعض الضبابية حول المكملات الغذائية، خاصة مع التنوّع الكبير في الأسواق والصيدليّات. فيحتار المريض من أيّها يختار، وهل من الأفضل تناولها، أو أنّ الغذاء يكفي ويغني عنها. أسئلة كثيرة تُطرح، سنجيب عنها في مقالة مؤلّفة من حلَقتين.

*ما هو المكمّل الغذائي؟
المكمل الغذائي هو عبارة عن مستحضر مكوّن من فيتامين أو معدن أو مجموعة من إحداهما أو كليهما، ويضاف إليه أحياناً بعض المكوّنات الغذائيّة الأخرى. يوجد المكمّل الغذائي على شكل أقراص، كابسولات، بودرة، سائل أو حقن، ولا يحتوي على أيّ من الأعشاب أو الهورمونات أو الأدوية.

يختلف بعض المكمّلات الغذائيّة عن بعضها الآخر بكميّة الفيتامينات والمعادن الموجودة فيها، إضافة إلى اختلاف أنواعها.
والمكمّل الغذائي يُعرف من اسمه أنّه يكمّل الغذاء وليس دواءً أو علاجاً. والفيتامينات من مصادر خارجيّة غير الغذاء، هي أقلّ امتصاصاً وفعاليةً من تلك الموجودة في الغذاء، لذلك فإنّ الغذاء المتوازن يبقى هو الأفضل.

*لماذا قد نحتاج المكمّلات الغذائيّة؟
إنّ أيّ إنسان على مدى المراحل العمريّة التي يمرّ فيها قد يتعرّض إلى أمراض أو مشاكل صحيّة، وأحياناً إلى عمليّة جراحيّة، أو يشعر بالخمول. وقد يعيش حالة سوء في التغذية، وغير ذلك ممّا يجعله عرضةً لنقص في مكوّنات الجسم وخاصّة الفيتامينات والمعادن.

وعادة، يستطيع الإنسان الصحيح تعويض النقص بغذاء متوازن يحتوي على كافّة الأغذية الموجودة في الهرم الغذائي. إلّا أنّه في أحيانٍ أخرى لا يمكنه التعويض بالغذاء وذلك في حالات عديدة منها:
1 - عندما يكون النقص بالغاً، كما إذا خرج من عمليّة جراحيّة ونزف الكثير من الدم.

2 - عندما يكون الفيتامين غير متوفّر أو منتشر على نطاقٍ واسع في الغذاء، كالفيتامين D.

3 - في حالة النحافة المفرطة، حيث تكون الشهيّة للطعام قليلة جداً.

4 - في بعض الحالات المرضيّة التي تمنع المريض من تناول أصناف متعدّدة من الطعام، أو التي تجعله يفقد السوائل والفيتامينات كالإسهال الشديد.

5 - لدى كبار السنّ والحوامل والأطفال النحيفين.

6 - للذين يعيشون حياة غير منتظمة ويصعب تنظيم وجباتهم خلال فترة معيّنة.

7 - لبعض مرضى الجهاز العصبي والجهاز العظمي.

8 - لبعض حالات الخمول.

*الزيادة أخت النقصان
إنّ من عجيب خلق الله عزّ وجلّ لأجسامنا أنه جعل لكلّ شيء يدخل إليه مقداراً، فإذا دخل إليه ما هو أنقص أو أزيد من المقدار المطلوب، اشتغلت صفارات الإنذار واختلّت أنظمة الجسم.

وكذلك، فإنّ الكميّة الكبيرة من الفيتامينات قد تكون مؤذية جداً (خاصّة إذا لم تكن بوصفة من الطبيب). لذا يجب الحذر خاصّة من تناول كميّات كبيرة من الفيتامينات التالية:

أ- الـ(VIT A): إنّ تناول كميّة أكثر من 4000 وحدة عالميّة (IU)، قد يؤدّي إلى تشوّهات خلقيّة لدى الجنين في المرأة الحامل، وإلى مشاكل في الكبد وهشاشة في العظام..
(انتبه: بعض الأقراص يحتوي على 10,000 وحدة عالميّة).

ب- الـ(VIT E): إن تناول أكثر من 100 وحدة عالمية منه يزيد خطر الموت والإصابة بالسرطان وغيره.
(انتبه: بعض المنتجات يحتوي على أكثر من 400 إلى 800 وحدة عالمية).

ج- الحديد: إن تناول أكثر من 10 ملغ من الحديد للرجال و14 إلى 18 ملغ للنساء قد يسبب الإمساك ويزيد خطر الإصابة بالجلطات القلبيّة.

*كيف نتفادى خطر الزيادة؟
نتيجة للمخاطر التي تسببها الزيادة في المعادن والفيتامينات، فإن على المستهلك أن يكون على جانب من الحيطة والحذر، والأفضل استشارة الطبيب عند تناول أي مكمّل غذائي خاصّة إذا كان يحتوي على المكمّلات المذكورة أعلاه. وأمّا إذا انتقى المكمّلات الغذائية التي تحتوي على أنواع عديدة من الفيتامينات والمعادن (Multivitamins)، فيجب أن ينظر إلى المعلومات الغذائيّة المدوّنة على العلبة في جدول خاص، وعادةً ما يدوّن إلى جانب كلّ نوع من الفيتامينات نسبة معيّنة. وتشير هذه النسبة إلى ما يؤمّنه القرص الواحد من المستحضر من الحاجات اليوميّة. مثال: الـ(VIT C) يؤمن في مكمل ما 100 % من الحاجات اليومية، أي أنه يعطي الجسم كل حاجاته من الـ(VIT C) إضافة إلى ما يحصل عليه من الطعام. ومن الأفضل انتقاء المكمل الغذائي الذي يحتوي على أقلّ من 100 % من الحاجات اليوميّة حتى لا نكون عرضة لأخطار الزيادة.


(*) أخصّائية تغذية.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع