أسأل اللّه أن يُعلي درجات السيّد رئيسي رحمه الله. أشعر أنّ هذا الفقد لا يمكن تعويضه بالنسبة إليّ، وإلى البلاد أيضاً، وخاصّةً عائلته. إنّها خسارة قاسية جدّاً ولوعةٌ كُبرى. نأمل أن يُعلي اللّه المتعالي درجات سماحته، وأن يُلهمكم الصّبر. بقدر ما تكون المصيبة أقسى وأعظم، يكون الأجر الإلهيّ أعظم وأعذب أيضاً.
* حضور في حياته وبعد مماته
لقد خدم السيّد بإخلاص وقدّم خدمات عظيمة للبلاد خلال فترة حياته، وبعد رحيله أيضاً، إذ تجسّد ذلك بهذه الحشود الضخمة؛ فأن يتّجه الناس فور السماع بالحادث، وفي مختلف المدن، للتجمّع في المساجد والساحات، فهذا يعبّر عن حجم المحبّة والوفاء تجاه سماحته، وهذا له معانٍ كبيرة.
لقد كان سماحته تجسيداً لشعارات الثورة الإسلاميّة، إذ كان ينطق بكلماتها الأساسيّة، وقد جعلها شعاراتٍ لنفسه، وسمعها الناس منه. ماذا يعني أن يعبّر هؤلاء الناس اليوم عن مشاعرهم تجاه هذا الرّجل؟ هذا يعني أنّهم متعلّقون بهذه الثورة وشعاراتها.
* رسالة التشييع: الجمهوريّة قويّة
وجدت أنّ بعض قادة الدول، ممّن جاؤوا والتقوا بنا، قد التفتوا إلى هذه المسألة أيضاً؛ فهذا التشييع الذي أُقيم لسماحته، بعث للعالم أجمع برسالة قوّة الجمهوريّة الإسلاميّة. إنّهم يُدركون أنّ هذا الفكر، وهذا المنطق، وهذه المدرسة متجذّرة إلى هذا الحدّ في أوساط هؤلاء الناس. وعندما يكون النّاس إلى جانب نظامٍ معيّن، تكون القوّة الأساسيّة للنظام نابعة من محبّة هؤلاء. هل يوجد مدّخر اجتماعيّ أرقى من هذا الحشد، والبكاء، والحزن العام، ليس في طهران فحسب، بل في كلّ البلاد؟ مَن الذي أنجز هذا الأمر وعرضه أمام أنظار العالم؟ الإجابة بكلّ بساطة: إنّه السيّد رئيسي. هذه أمور في غاية الأهميّة.
* ألطاف الله
لقد أحبّ اللّه المتعالي هذا الرّجل، وأضفى البركة على رحيله بهذا النحو، فجعله مباركاً. كما أنّ أولئك الذين كانوا معه في هذا الحادث، كانوا يملكون مكانة شعبيّة، وبلغوا الذّرى، وحلّقوا ببركة هذا الرّجل، وأصبحوا أعزّاء وذوي سمعة طيّبة، مثل السيّد آل هاشم، والسيّد عبد اللهيان، وحارسُ سماحته الشخصيّ، والمحافظ، وفريق الطيران، وسائر السادة. هذه ألطاف الله.
إنّها لوعة كبيرة وقاسية تدعو إلى البكاء، وتترك غصّة في قلوب عائلته وأقاربه وجميع رفاقه، وفي نفوسنا جميعاً. هذه كلّها في محلّها. لكن ينبغي رؤية ذاك الجانب الآخر من القضيّة أيضاً، لندرك البركة والفرصة اللتين هيّأهما اللّه المتعالي في هذا الحادث المرير للبلاد والنظام والإسلام.
*النص الكامل لكلام الإمام الخامنئيّ دام ظله بتاريخ 22/05/2024م خلال زيارته لمنزل الرئيس الشهيد السيّد رئيسي واللقاء بعائلته.