ها قد أصبحتُ في أرض الله، مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أعانق عليّاً وأخفض رأسي في حضرة مولاتي فاطمة. ها أنا أشرب من كفّ العبّاس وأحتضن الحسين، ألتقي بعماد روحي، نمشي معاً إلى حيث يرشح الشوق من جبهات النور، إلى حيث الهناء الأبديّ، حيث يُقال للمؤمنين: ادخلوها بسلامٍ آمنين.
أمّا وأنّني كما شمران، لم أرد شيئاً سوى العشق، ولا أريد شيئاً فوق العشق، إلهي.. فقط معك لا مع سواك إلى أن ينتهي هذا الفناء.
إلهي، لقد أمضيت شبابي في نيّة القربى ونيّة الزلفى لديك، وها قد جئتك يا حبيبي بعد شوق طويل، وفراق حارق، ولهيب غريب. لقد قضيت عمري بين لهفة الغرباء، وكسرة خبز العرفاء، ومعسكرات الشهداء الأحياء، فكنتُ بينهم الشهيد الحيّ، والآن أصبحتُ الشهيد الشهيد.
قاسم سليماني؛ جنديّ الإسلام، دون أيّ ألقاب منمّقة، دون خيالات الشهرة الكاذبة وأوهامها، بعيداً عن أضواء العالم والإعلام.
الكلّ يحمل صورتي الآن، وأنا أحمل في قلبي صورة حبّك وفيها من سيلحقون بي.
إلهي، اغفر لإخواني واجذبهم إليك؛ أنت الذي جعلتَ منهم من ينتظر.. وما بدّلوا تبديلاً.
السلام على الحسين
وعلى عليّ بن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين.
مريم عبيد