(نقلاً عن صاحب الرؤيا)
أنا لم أرهُ أبداً.. لقد سمعتُ اسمه مرّاتٍ. عرفتُ عنه القليل، لكنّه يعرفني وإن لم نلتقِ. لقد جاء إليّ ذات حلم وذهبتُ إليه ذات حقيقة.
لم تكن زيارته خاطفة، لم تكن قصيرة، كانت الرؤيا صادقة، لقد جعلني أرى تفاصيل عمليّته، عشتُ معه لحظات احتضاره، لقد حدّثني، وأنا كنتُ صاغية له، أسمعه بعينٍ القلب، وأسأل نفسي لماذا قصدني؟!
مرّت أيّام وأنا أبحث عن سبيل لأردّ له الزيارة، ولكن أين ضريحه؟ لا علم لي به.
خرجتُ من بيتي لا أدري أنّ روحه كانت تقودني إليه. اليوم هو يوم ذكرى شهادة الصدّيقة. وأنا في يوم رحيل فاطمة أردتُ أن أستشعر قربها. تقرّبت إليها به. لم أدرِ أنّ رحلتي من منزلي إلى ضريحه ستطول. هذه جبّانة الأوزاعي، بقي عليّ أن أجده.
كانت أشعّة الشمس حارقة، لكنّها لم تضايقني، وصرتُ أمشي.
كم من ضريح هنا! أين تُرى جسده يكون؟ طالعتني صورة له. مشيتُ حتّى اهتديتُ. قبل أن أصل إليه سال دمعي ملء الأرض. من أنا ليأتيني؟ من أنا ليشاركني نصره وشهادته؟
لستُ أدري كم استمرّت الزيارة، عن أيّ الأمور حدّثته. كلّ ما عرفته أنّي صرتُ أصطحب الأحبّة إليه. سرٌّ ما في تربته. قبل الوصول إليه يسيل دمعُك، تبكي غربتَه، وحدتَه، وتغبطه لمقامه العزيز ورفعته.
ذاك كان الشهيد المجاهد القائد سمير مطّوط(*).
فاطمة داوود
(*) الشهيد سمير مطّوط (جواد)، استشهد في عملية عليّ الطاهر عام 1987م.
صور
رشا جواد
2020-04-06 20:14:01
أحسنتِ، بوركت يداكِ
العراق / كربلاء
عباس حبيب
2022-02-06 11:33:51
الارواح النقيه الطاهره تلتقي مهما ابتعدت المسافات