بمَ ينتصر الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟ (1)* أخلاقنا | الكبر الرداء المحرّم (2)* تسابيح جراح | نور إرادتي أقوى من ظلام عينَيّ الشهيد القائد إبراهيم محمّد قبيسي (الحاج أبو موسى) صحة وحياة | كيف نتجاوز ألم الفقد؟ كشكول الأدب تحقيق | الشهادة ميراثٌ عظيم (2) بيئة | حربٌ على الشجر أيضاً عوائل الشهداء: لن يكسرنا الغياب لتكن علاقاتنا الاجتماعيّة مصدر أنس ٍوعافية

بصدقاتكم.. «الإمداد» تحتضن 1600 أسرة في الهرمل

تقرير: غدير مطر


أردنا في أسبوع الصدقة أن نسلّط الضوء على نموذج حيّ لمؤسّسة تتجسّد فيها كلّ معاني العطاء، فتنشر ثقافة الإحسان، وتتجلّى فيها روح أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، الذي قدّم خاتمه صدقة وهو في صلاته، فكانت جمعيّة الإمداد الخيريّة أفضل مثال في حمل راية التكافل والإيثار، في سعيٍ دؤوب لإحياء قيم التعاون والتآزر.

نطلّ في هذا التقرير على عمل الجمعيّة في فرعها في مدينة الهرمل من خلال مقابلة أجريناها مع مديرها فضيلة الشيخ عباس الهقّ.


* الانطلاقة والخدمات الأساسيّة
انطلقت جمعيّة الإمداد الخيريّة، التي أسّسها الإمام روح الله الخمينيّ قدس سره، عام 1987م، وما زالت مستمرّة في عملها الخيريّ في فروعها كافّة حتّى الآن. يقع تحت نطاق فرع الهرمل نحو 52 بلدة وقرية، وتساعد الجمعيّة 1600 بين أسرة فقيرة وأيتام، وتقدّم مساعدات شهريّة متنوّعة تشمل المساعدات الصحيّة، والتربويّة، والعينيّة (ألبسة وأحذية)، فضلاً عن تأمين أثاث منازل وأدوات منزليّة، وبناء منازل وترميمها.

أمّا في فصل الشتاء، فتبرز الحاجة إلى تأمين بعض المستلزمات الأساسيّة والضروريّة كالمونة والمازوت، فتقدّم الجمعيّة المساعدات الماليّة اللازمة لكلّ الأسر التي تعيلها، كبدل التدفئة ومستلزماتها. كما إنّ للجمعية مدرسة للتلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصّة، تدرّس فيها معلّمات من ذوات الاختصاصات المختلفة، ويدرّبن التلاميذ على حِرف فنيّة وصناعة مجسّمات وما شاكل.

* مناسبات بعطاءات خاصّة
ثمّة مناسبات ثلاثة أساسيّة تكون فيها الجمعيّة بكامل نشاطها وجهوزيّتها وحيويّتها لإحيائها: المناسبة الأولى هي شهر رمضان، والثانية أسبوع الصدقة في 24 من ذي الحجّة، تيمّناً بتصدّق الأمير عليه السلام بخاتمه، والثالثة هي أسبوع كفالة اليتيم التي تتزامن مع ذكرى ولادة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في 17 ربيع الأوّل.

أمّا عن النشاطات الخاصّة بكلّ مناسبة، فهي كالآتي:

1. في شهر رمضان: يوضّب الإخوة العاملون الحصص الغذائيّة والوجبات الرمضانيّة لتوزّع على الأسر المستفيدة، إضافة إلى كسوة العيد وزكاة الفطرة. كما تُقيم الجمعيّة حواجز لجمع التبرّعات في هذا الشهر الفضيل، وتجوب السيّارات الجوّالة شوارع البلدات لهذه الغاية. وتهتمّ الجمعيّة بمشاركة العوائل التي ترعاها بالنشاطات الرمضانيّة العباديّة، وإحياء ليالي القدر ومجالس العزاء بشهادة الأمير عليه السلام.

2. في أسبوع الصدقة: في هذه المناسبة، تبرز الحاجة أكثر من أيّ وقت مضى إلى تفعيل مظاهر التكافل والدعم الاجتماعيّين، خصوصاً بعد الحرب الأخيرة التي أرهقت كاهل الناس وأثّرت بشكل مباشر في أرزاق كثير من العائلات. وفي هذا السياق، تُعدّ جمعيّة الإمداد الخيريّة من أبرز الجهات الراعية لثقافة الصدقة والعمل الخيريّ في مدينة الهرمل، بحيث تُطلق الفعاليّات والمبادرات الخاصّة مواكبة لهذا الأسبوع، فتُبذل أقصى الجهود، وتُسخّر كلّ الإمكانات اللازمة لإحياء هذه المناسبة، وتُقام الحواجز بهدف جمع التبرّعات للفقراء، وتُنصب صناديق الصدقة في بعض الأماكن العامّة والمؤسّسات والبيوت. ويشارك في كلّ ذلك العاملون والمتطوّعون بكلّ حبّ وعطاء.

كما أنّ ملفّ الصدقات يشكّل العمود الفقريّ في الجمعيّة، إذ إنّه يؤمّن النسبة الأكبر من التبرّعات والمساعدات.

3. في أسبوع كفالة اليتيم: في هذه المناسبة، تنشط الجمعيّة بكلّ موظّفيها وأفرادها لتعزيز كفالة الأيتام وتأمين كفالات جديدة لهم.

* إعالة الأيتام
تُعنى الجمعيّة بتقديم مساعدات للأيتام الفقراء، تشمل تأمين مستلزمات الدراسة، والطبابة، والمأكل، والملبس لـ460 يتيماً، بما يتوفّر من إمكانات، إلى جانب تأمين القسط والمنح الدراسيّة، وبدل السكن والنقل، والكتب، حتّى يتخرّج الطالب من جامعته. كما تعيل الجمعيّة 610 طلّاب موزّعين على الصفوف المختلفة من المرحلة الابتدائيّة حتّى الجامعيّة. فضلاً عن توفير التأمين الصحيّ لهم بنسبة 100 %.

* معاونيّة التأهيل
يؤكّد الشيخ الهقّ أنّ الجمعيّة لا تهدف إلى إعالة الفقراء فحسب، وإنّما تسعى إلى تأهيلهم ليعتمدوا على أنفسهم من خلال معاونيّة الاكتفاء الذاتيّ، التي تقدّم قروضاً ماليّة لإنشاء مشاريع إنتاجيّة واستثماريّة. كما تقيم المعاونيّة دورات وورشاً فنيّة ومهنيّة تأهيليّة كتعليم الخياطة، وصناعة الصابون، وتجفيف الفواكه، وغيرها. وقد استفاد منها بالفعل بعض المتدرّبين وبدأوا بمزاولة أعمالهم الخاصّة، ما يخفّف من أعباء عدم توفّر فرص عمل في المنطقة.

* ظروف صعبة
على الرغم ممّا تقدّمه الجمعيّة من خدمات، إلّا أنّها لا تستطيع تغطية كامل الأسر الفقيرة، بسبب محدوديّة الإمكانات اللازمة، وواقع منطقة الهرمل الاقتصاديّ المتردّي، وانتشار البطالة، وقلّة توافر المؤسّسات والشركات التي تحرّك العجلة الاقتصاديّة. نتيجة هذا الواقع، كان سماحة الشهيد الأقدس السيّد حسن نصر الله (رضوان الله عليه) يخصّص منطقة البقاع ببعض المساعدات. كما زارها الشهيد سماحة السيّد هاشم صفي الدين (رضوان الله عليه) في أحد أيّام شهر رمضان، واطّلع على النشاطات التي تقدّمها، وقد خصّص لها مبلغاً ماليّاً لسنوات عدّة.

وقد شكّلت الحرب الأخيرة عبئاً كبيراً على عمل الجمعيّة، بعد أن نزح العديد من العوائل إلى أماكن أخرى، ما تطلّب جهداً للوصول إليها، فضلاً عن خسارة العديد من الناس لأعمالهم، ما زاد أعباء الجمعيّة. ومع ذلك، استطاعت الوصول إليهم وتأمين ما يلزمهم من مساعدات.

* يخدمون بحبّ
الهرمل منطقة لها عاداتها وتقاليدها وطابعها الاجتماعيّ في العلاقات العائليّة وترابطها الأسريّ، وهذا الأمر انعكس في تضافر جهود العاملين فيها بذلاً وعطاءً وتفانياً في خدمة العوائل المتعفّفة، وهم يعملون كفريق واحد بإخلاص ومحبّة وصبر، رغم ما يواجهونه من مشقّة وتعب.

مع كلّ أزمة، تزداد عطاءات الجمعيّة، فتكتب فصولاً جديدة من قصص الدعم والمساندة، لتزرع البسمة والأمل في نفوس المحتاجين والأيتام.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع