نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

شعر: شمسُ الطُّفوف

الشاعر خليل عجمي

 يا شمسَ هذا الكون قومي واسردي   ما قد جرى بالطفِّ ثم تشهّدي
 وتألّقي نوراً بمصباح الهُدى   لولا مصابيح الهدى لم توقدي
 يا شمسُ ما لي لا أراك حزينةً  وعلامَ لا تتعمّمينَ بأسودِ
 والقهر عمّ الكون مع أرجائه  حزناً على استشهاد أشرف سيِّدِ
 يا شمسُ قومي واشرئبّي واحزني  فالحزن يأخذنا لأشرف موعدِ
 أنتِ التي قد كنتِ شاهدةً على  إجرامهم آن الأوان لتشهدي
 أنتِ التي شاهدتِ ظلمَ أميّة  للساهرين على رسالةِ أحمدِ
 في كربلاء لنا مواقف عزّةٍ  لولا الشهادة والفدى لم تولدِ
 هل تذكرينَ على الطفوف مشاهداً  قرب الفرات لآل بيت محمدِ
 هاتي اخبرينا عن ملاحم كربلا  عن ذلك اليوم العظيم المَشهدِ
 وتحدّثي عن آل بيت المصطفى  وجهادهم ضدّ العدوِّ الملحدِ
 وتنشّقي عطر النخيل فإنّه  عبق النجيع وبلسمُ الجرحِ الندي
 وإذا مررتِ على الطفوف فقبّلي  خدّ التراب بحسرة وتودُّدِ
 فهناك قد خطَّ الجهاد ملاحماً  بدمٍ أبيِّ الضّيْم لم يتبدّدِ
 بردَتْ حروب الكون رغم سعيرها  ودمُ الحسين بكربلا لم يبردِ
 وإذا وقفتِ على مشارف كربلا  فتيمّمي بدم الشهادة واسجدي
 وتألقي بحضارة النهج الذي  يزهو به فجر الدَّم المتوقدِ
 وتباركي حباً بآل المصطفى  حتى تظلِّي رمز كلِّ تجدُّدِ
 فجميع ثورات الشعوب على المدى  لولا مآثر كربلا لم توجدِ
 حتى الحضارة لا تُساوي كلّها من نهج آل البيت حرفاً أبجدي 
 بالطفِّ قد وقف الحسين منادياً  يا أرض قرّي يا سماوات اشْهدي
 صلّى صلاة الظهر في ساح الوغى  بين السيوف كأنه في مسجدِ
 وبنو أميّة يُطلقون نبالهم  نحو الإمام الثائر المتعبّدِ
 فكأنه فوق الطفوف غضنفرٌ  وبنو أميّة كالقطيع الأجردِ
 برقتْ سيوف أميّةٍ في كربلا  ظُلماً ورغم بريقها لم تَرعُدِ
 لكنّهم خسئوا بكل فِعالهم  ومحاهُمُ الفجرُ الحسينيّ الغدِ
 لا بالسيوف تحقّقتْ آمالهم  أبداً ولا نالوا المآرب باليد
 وإلى الحضيض هَوَوا بكل علوجهم  ومقام أهل البيت فوق الفرقد
 ولئن يكُنْ قُتِل الحسين وصَحْبُهُ  بجحافل الجيش اليزيدي الرّدي
 يكفيهم الفخر العظيم بأنهم  قد جابهوا سبعين ألف مُجنَّدِ
 بمهندٍ قتلَ الحسينُ أُلوفهم ولقتلهِ برزوا بألف مهنّدِ
 ولذاك قد أمسى الحسين منارة  وبنهجهِ الشعبُ المجاهد يقتدي
 ودماؤهُ بين الفرات وكربلا قد صاغها التاريخ ألف مجلّد 
 يا شمسُ لا تبكي ولا تتنهّدي  فالحق ليس بحاجة لتنهُّدِ
 لكنْ إذا أبصرتِ خيمة زينب بالنسوة احترقتْ بنار المعتدي
 مدي يديك إلى الفرات وأطفئي  لهباً تلظّى في بنات محمّدِ 
 لا تحسبي يا شمس أنك هالةٌ من دونها أبصارنا لا تهتدي
 مهما زهوتِ على السماء وأرضها  فبدون زينبَ أنتِ لم تتوقدي
  
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع