مع الإمام الخامنئي | كلّنا مَدينون للنبيّ الأعظم* نور روح الله| هكذا كانت حياة الرسول* مع إمام زماننا | حين تزفّ السماء نبأ الظهور (2): في مكّة السيّد محسن شهيداً على طريق القدس مقاومتُنا بعينِ الله صُنعت حاجّ محسن! إلى اللقاء عند كلّ انتصار* أبو طالب: قائدٌ في الميدان والأخلاق المقاومة الإسلاميّة: ثقافتنا عين قوّتنا الشهيد على طريق القدس بلال عبد الله أيّوب تسابيح جراح | جراحاتي لا تثنيني عن العمل

القدس في الوجدان الإسلاميّ

الشيخ حسن أحمد الهادي*


إنّ نصرة أحرار العالم لقضيّة اغتصاب القدس من أهلها الحقيقيّين، والدفاع عنها بمختلف الوسائل من أجل تحريرها وباقي الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، أمر يثير استغراب بعضهم، إذ يتساءلون عن سبب هذا الاهتمام الكبير بهذه القضيّة، وهم لا يدرون قدسيّتها ومكانتها عند المسلمين، ومبرّرات الدعم هذا.

نطلّ في هذا المقال على مكانة القدس ورمزيّتها في الإسلام، ومواقف كلّ من الإمام الخمينيّ قدس سره والإمام عليّ الخامنئيّ دام ظله الداعمة لها خاصّة ولفلسطين عامّة.

* مكانة المسجد الأقصى
المسجد الأقصى هو أحد مساجد مدينة القدس، ويقع داخل البلدة القديمة فيها، وهو كامل المنطقة المحاطة بالسور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبيّة الشرقيّة من البلدة القديمة المسوّرة(1). وللمسجد الأقصى تسميات عدّة، أشهرها بيت المَقدِس، وهو الاسم الذي كان متعارفاً عليه قبل أن يُطلق عليه اسم المسجد الأقصى في القرآن الكريم، وهذا الاسم هو المستَخدَم في مُعظم أحاديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. من خصوصيّاته:

1. قبلة المسلمين الأولى: كان للمسجد الأقصى في عهد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أهميّة خاصّة، إذ كان القبلة الأولى للمسلمين بعد هجرته صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنوّرة عام 1هـ، إذ كانوا يتوجّهون إلى المسجد الأقصى في صلواتهم، وقد مكثوا على ذلك مدّة 16 شهراً، كما ورد في الأخبار: «صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيت المقدس بعد النبوة ثلاث عشرة سنة بمكة، وتسعة عشر شهراً بالمدينة [...] فلما كان في بعض الليل خرج صلى الله عليه وآله وسلم يقلّب وجهه في آفاق السماء فلّما أصبح صلّى الغداة، فلما صلّى من الظهر ركعتين جاء جبرئيل عليه السلام وتلا عليه الآية: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ (البقرة: 144)»(2).

وإنّ نقل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة لم يغيّر مكانة القدس بين المقدّسات الإسلاميّة، بل ظلّت كما هي أولى القبلتين وثالث الحرمين، بدليل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «صلاة في المسجد الحرام (بمئة) ألف صلاة، وفي مسجدي هذا بألف صلاة، وفي بيت القدس (بخمسمئة) صلاة»(3). وعن أمير المؤمنين عليه السلام: «صلاةٌ في بيت المقدس تعدل ألف صلاة»(4).

2. مسرى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: كان المسجد الأقصى وجهة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في الرحلة المعجزة المعروفة باسم الإسراء والمعراج، إذ يؤمن المسلمون أنّ صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج من المسجد الحرام بصحبة المَلَك جبرائيل عليه السلام راكباً دابّة البراق، فنزل في المسجد الأقصى وربط الدابّة بحلقة باب المسجد عند حائط البراق، وصلّى بجميع الأنبياء إماماً، ثمّ عُرج به من الصخرة المشرّفة إلى فوق سبع سموات(5). وقد ذُكر اسم المسجد صريحاً في القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ (الإسراء:1). وقد أكّد المفسّرون هذا المعنى، إذ قال السيّد الطباطبائي في تفسيره الميزان: «المسجد الأقصى هو بيت المقدس والهيكل الّذي بناه داوود وسليمان عليهما السلام، وقدَّسه الله لبني إسرائيل»(6)، «وقد سُمّي المسجد الأقصى لكونه أبعد مسجد بالنّسبة إلى مكان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه من المخاطبين، وهو مكّة الّتي فيها المسجد الحرام»(7). وقال الشيخ مكارم شيرازي في تفسيره الأمثل: «الآية تتحدَّث عن إسراء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، أي سفره ليلاً من المسجد الحرام في مكَّة المكرَّمة، إلى المسجد الأقصى في القدس الشّريفة»(8).

* فضل العبادة في بيت المقدس
المسجد الأقصى هو أقدم المساجد التي عُمّرت لعبادة الله بعد المسجد الحرام؛ ولذا، كثر تردّد الأنبياء عليهم السلام عليه وصلاتهم فيه، وكما ورد في التاريخ: «بيت المقدس بنته الأنبياء وعمّرته، وما فيه موضع شبر إلّا وقد سجد عليه نبيّ أو قام عليه ملك»(9).

وقد شدّ النبيُّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم الرحال إلى القدس بالفعل وصلّى في مسجدها في ليلة إسرائه كما ثبت في القرآن الكريم والسنّة المشرّفة. والعبادة فيه سنّة وتعظيم وتقديس لهذا المسجد كما في تعظيم كلٍّ من المسجد النبويّ في المدينة والمسجد الحرام في مكّة. وقد ورد في فضل العبادة فيه روايات عديدة، منها ما جاء عن الإمام محمد الباقر عليه السلام لأبي حمزة الثمالي: «المساجد الأربعة: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة، يا أبا حمزة الفريضة فيها تعدل حجّة، والنافلة تعدل عمرة»(10).

* وجوب نصرة قضيّة القدس
إنّ هذه الخصائص الكثيرة لهذه المدينة المقدّسة جعلت منها محطّ اهتمام المسلمين وعنايتهم. وقد كانت أوضح مواقف النصرة للقدس وللقضيّة الفلسطينيّة وأقواها، من الإمام روح الله الموسويّ الخمينيّ قدس سره ومن بعده الإمام عليّ الخامنئيّ دام ظله، نستعرضها في ما يأتي:

أوّلاً: القدس في وجدان الإمام الخمينيّ قدس سره: شغلت قضيّة القدس وفلسطين حيّزاً مهمّاً من وجدان الإمام الخمينيّ قدس سره ما جعلها حاضرة في كلماته وبياناته قبل انتصار الثورة وبعدها، فهي أحد الأهداف المهمّة التي أعطاها الأولويّة ورافقته في كلّ مراحل جهاده وثورته، وذلك من خلال تأكيده بعض المسائل:

1. الدعوة إلى تحرير فلسطين: وجّه الإمام قدس سره الأمّة الإسلاميّة نحو تحرير كامل ترابها، فيقول: «يجب أن تزول إسرائيل من الوجود»(11)، و«يتوجّب على الأقطار والشعوب الإسلاميّة القضاء على إسرائيل بعد أن رفعت السلاح ضدّ الدول الإسلاميّة»(12).

2. الدعوة إلى طرد اليهود: دعا الإمام قدس سره إلى طرد اليهود من فلسطين، فقال مخاطباً حُكّام العرب: «اطردوا اليهود من فلسطين أيّها المتخاذلون،... في الوقت الذي تصارعتم فيه حول مصير النهر، فإنّ حكومة إسرائيل رسّخت دعائمها في فلسطين، هل كان ذلك من الحكمة؟ ألم يكن من الواجب على حكومات البلدان الإسلاميّة أن تعترض على طرد العرب المساكين من وطنهم وتشريد ما يزيد على المليون مسلم في الصحاري والوديان، وبتلك الحالة المؤسفة من البؤس والجوع ؟»(13).

3. تحريم التعاون مع العدوّ: حرّم الإمام قدس سره جميع أشكال التعامل مع العدوّ الإسرائيليّ والتطبيع معه، وعدّ ذلك مخالفة صريحة للشريعة الإسلاميّة، وكذلك «إقامة العلاقات معه، سواء أكانت سياسيّة أم تجاريّة، ودعا المسلمين إلى مقاطعة البضائع الإسرائيليّة الواردة إلى البلاد(14).

4. عدم الاعتراف بالعدوّ: حسم الإمام قدس سره مبكّراً ضرورة عدم الاعتراف بالكيان الغاصب، وممّا قاله: «إنّ الشعب المسلم في إيران وجميع المسلمين والأحرار في العالم لا يعترفون مطلقاً بإسرائيل، وإنّنا سنبقى دوماً نحمي وندافع عن الإخوة الفلسطينيّين»(15).

5. إعلان يوم القدس العالميّ: بعد أن احتلّ الكيان الصهيوني جنوب لبنان عام 1979م، أصدر الإمام قدس سره في 13 رمضان (7 آب/أغسطس 1979م) بياناً جاء فيه: «وإني أطالب عامة المسلمين في العالم والدول الإسلامية بتوحيد صفوفهم من أجل وضع حدّ لتجاوزات هذا العدو الغاصب وحماته. وأدعو المسلمين جميعاً إلى اتّخاذ آخر جمعة من شهر رمضان، والتي هي من أيام القدر، وبوسعها أن تكون حازمة في تحديد مصير الشعب الفلسطيني، يوماً للقدس، والإعلان عن تضامن المسلمين الدولي في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب المسلم»(16).

ثانياً: القدس في وجدان الإمام الخامنئيّ دام ظله: أكّد الإمام الخامنئيّ دام ظله في العديد من المناسبات أنّ نصرة القدس وفلسطين من الواجبات، داعياً كلّ ذي بصيرة أن يولي هذه القضيّة من جهده وماله وعلمه ما يوفي بمكانتها، وذلك من خلال التأكيد على بعض المفاصل الأساسيّة:

1. هويّة الأمّة: يعتبر الإمام الخامنئيّ دام ظله أنّ هذه القضيّة تجسّد الهويّة الإسلاميّة والعربيّة التي يجب أن يبذل المرء من أجلها كلّ ما أوتي من جهد للذود عنها، وأنّ العدوان الآثم المتكرّر على هذه المدينة المباركة والمحاولات الحثيثة لتغيير هويّتها ووجهها العربيّ والإسلاميّ، يجب أن يواجه بكلّ وسيلة ممكنة.

2. قضية المسلمين الاستراتيجيّة: ينظر دام ظله إلى القدس على أنّها جزء من الوطن الإسلاميّ، وأنّ تحريرها هو مسؤوليّة كلّ المسلمين، ومّما قاله دام ظله: «إنّ مسألة القدس هي مسألتنا القديمة، وقد قلنا مراراً إنّها مسألتنا الاستراتيجيّة، فنحن لا نتكلّم عنها في وقت ما من أجل مصلحتنا، فهي بالنسبة إلينا مدينة إسلاميّة... والقدس وكلّ المدن الموجودة هي مدن إسلاميّة تقع تحت سيطرة أعداء الإسلام، ويجب أن تخرج من أيديهم وتُعطى لأهلها»(17).

3. وجوب النصرة: لم يترك دام ظله مناسبة إلّا وتحدّث فيها عن قضيّة فلسطين ومظلوميّة الشعب الفلسطينيّ، ووجوب نصرته ودعمه، وأنّ «الصهاينة غرباء تجمّعوا من مختلف أصقاع الدنيا في فلسطين المحتلّة لتحقيق أهداف القوى الاستكباريّة المشؤومة»(18).

4. العدوّ الرئيس: يحدّد الإمام الخامنئي دام ظله بشكلٍ واضح هويّة عدوّ الأمّة الذي يجب مواجهته، فيقول: «إن عدوّنا الرئيس في العالم اليوم يتمثّل بالصهيونيّة والاستكبار»(19). «وإنّ على رأس قائمة أعدائنا، والذي ينحصر جهادنا الأساسيّ ضدّه، هو النظام الفاسد والمعتدي والخبيث للصهاينة الجاثمين على فلسطين المحتلّة ومن ورائه النظام الأمريكيّ»(20).

5. دور المجاهدين اللبنانيّين: أكّد الإمام الخامنئي دام ظله على دور الشباب اللبنانيّ المؤمن والبصير في جهاده ضدّ العدوّ الإسرائيليّ وانتصاره عليه، معتبراً أنّه لا شكّ سيساهم في تكوين مدرسة جهاديّة، ولا سيّما للشباب الفلسطينيّ الفذّ، ولهذا، اعتبر «أنّ التجربة العملاقة لحزب اللَّه في لبنان، ستساهم في ترسيخ روح التضحية لدى الفلسطينيّين وباقي الشباب العربيّ الطاهر»(21).

وقال أيضاً: «لاحظوا كيف يقاتل شباب فلسطين بإيمان، وكيف يقاتل شباب لبنان، وكيف يخلق حزب اللَّه في لبنان المفاخر، لا لحركات المقاومة الإسلاميّة وحدها وإنّما للدول العربيّة أيضاً، هذا نابع من بركة تلك القوّة المعنويّة»(22). «وإنّ حزب اللَّه وانتصاراته التاريخيّة يشكّلان اليوم سند انتفاضة الشعب الفلسطينيّ وهو حتماً سند في غاية القوّة»(23).

* حتّى تستعيد القدس استقلالها
إنّ هذا الواقع المرير الذي تعيشه فلسطين المحتلّة عامّةً والقدس خاصّةً منذ أكثر من سبعة عقود لن يبقى على ما هو عليه، فبسواعد المجاهدين الأبطال ستستعيد هذه الدولة المظلومة سيادتها وحقّها ومكانتها، وعن ذلك يقول الإمام الخامنئيّ دام ظله: «إنّ الشعب الفلسطينيّ بمقاومته وصموده وبسالته وعدم كلله قد أثبت الآن قدرة الدماء على الوقوف في وجه السيف»(24). و«إنّني أناشد الإخوة والأخوات الفلسطينيّين أن واصلوا جهادكم واستمرّوا في صمودكم؛ لأنّه لن يُنال الاستقلال والهويّة إلّا بالصمود والنضال»(25).


* أستاذ في الحوزة العلميّة.
1- المسجد الأقصى اسم لجميع المسجد وهو ما دار عليه السور، وفيه الأبواب والساحات الواسعة، والجامع وقبّة الصخرة والمصلّى المروانيّ والأروقة والقباب والمصاطب وأسبلة الماء وغيرها من المعالم، وعلى أسواره المآذن، وما تبقى فهو في منزلة ساحة المسجد، وتبلغ مساحته: 140900 متراً مربّعاً.
2- وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج 4، ص 301.
3- مجمع الزوائد، الهيثمي، ج 4، ص7.
4- من لا يحضره الفقيه، الصدوق، ج1، ص 152.
5- الكامل في التاريخ، ابن الأثير، ج 2، ص 36.
6- تفسير الميزان، الطباطبائي، ج 13، ص 6.
7- المصدر نفسه، ج 13، ص 7.
8- الأمثل، الشيرازي، ج 8، ص 387.
9- الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، الحنبلي، ج 1، ص 239.
10- من لا يحضره الفقيه، مصدر سابق، ج 1، ص229.
11- صحيفة النور، الإمام الخميني قدس سره، ج16، ص373.
12- من بيان الإمام حول العدوان الإسرائيلي، بتاريخ 29 صفر 1387هـ.ق.
13- من خطاب الإمام في المسجد الأعظم في مدينة قم بتاريخ 2 جمادى الأولى 1384هـ.ق
14- من بيان الإمام قدس سره حول العدوان الإسرائيليّ، بتاريخ 29 صفر 1387هـ. ش.
15- من المقابلة الصحفيّة للإمام قدس سره مع صحيفة (ميدل إيست) عام 1978م.
16- صحيفة الإمام، الإمام الخمينيّ، ج 9، ص 212.
17- آراء القائد الإمام الخامنئيّ دام ظله، ص 179- 278.
18- من خطاب للإمام الخامنئيّ دام ظله، بتاريخ 28 ربيع الأوّل 1414هـ.
19- من خطاب للإمام الخامنئيّ دام ظله، بتاريخ 3 ذي القعدة 1416هـ.
20- من خطاب للإمام الخامنئيّ دام ظله، بتاريخ 3 ذي القعدة 1416هـ.
21- من خطاب للإمام الخامنئيّ دام ظله، بتاريخ 12 صفر 1421هـ.
22- من خطاب للإمام الخامنئيّ دام ظله، بتاريخ 14 جمادى الأولى 1418هـ.
23- من خطاب للإمام الخامنئيّ دام ظله، بتاريخ 29 محرّم 1422هـ.
24- من خطاب للإمام الخامنئيّ دام ظله، بتاريخ 1 شوال 1422هـ.
25- من خطاب للإمام الخامنئيّ دام ظله، بتاريخ 22 رجب 1421هـ.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع