صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

قراءة في كتاب‏: الحركات الإسلامية في القرن الأخير

الشهيد مرتضى مطهري‏


يعتبر كتاب الحركات الإسلامية في القرن الأخير- على صغر حجمه- أحد الكتب القيمة التي خلّفها الشهيد السعيد الشيخ مرتضى المطهري رجل الفكر والثورة. ومن أوفى منه بالكلام عن هكذا ثورات وهو الذي عمل بكل طاقته ولعب دوراً بارزاً في سبيل إنجاح الثورة الإسلامية والوصول بها إلى برِّ الأمان. وقد تناول الأستاذ الشهيد في كتابه هذا الكلام عن أهم الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي التي شهدها القرن الأخير، عارضاً لها ولبرامجها، قيادتها وشخصياتها مقارناً بين الشخصيات والحركات حيناً، ومقيّماً أحياناً أخرى.

هذا وقد جاءت النقاط المطروحة في هذا الكتاب على الشكل التالي:
1- في مفهوم الإصلاح.
2- الحركات الإصلاحية في التاريخ الإسلامي.
3- جمال الدين الأفغاني- رجل الدين والثورة.
4- الشيخ محمد عبده- رجل الفكر والاعتدال.
5- الشيخ عبد الرحمن الكواكبي- المفكر والثائر الإسلامي.
6- إقبال اللاهوري- رائد الحركة الإصلاحية في الهند.
7- رجال الدين الشيعة والحركات الإصلاحية.
8- ماهية الثورة الإسلامية في إيران.
9- أهداف الثورة الإسلامية في إيران.
10- قيادة الثورة الإسلامية في إيران.
11- آفات الحركات الإسلامية.
12- شروط نجاح المصلحين.

1- في مفهوم الإصلاح
في عرضه لمفهوم الإصلاح بيّن العلاّمة أن الإصلاح يعني التنظيم والترتيب في مقابل الإفساد الذي يعني اللاتنظيم واللاترتيب، وأشار إلى الآيات القرآنية التي ورد فيها مفهوم الإصلاح والذي قد يكون بين فردين، كإصلاح ذات البين أو قد يكون في المحيط الاجتماعي وهو المقصود من البحث، وهو دور الأنبياء والأئمة عليهم السلام. فالقرآن الكريم يحكي عن شعيب عليه السلام قوله: ﴿إن أردت الا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله. والإمام علي عليه السلام في نهجه يؤكد دوره كمصلح اجتماعي: "اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان ولا التماس شي‏ء من فضول الحطام، ولكن لنردَّ المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك...". كما نرى الإمام الحسين عليه السلام ينحى نفس المنحى فيعتبر ثورته الكربلائية عملاً إصلاحياً، "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي".
 

2- الحركات الإصلاحية في التاريخ الإسلامي
تحت هذا العنوان عرض العلامة لهذه الحركات وحدد صلاحيتها، حيث أن بعضها ادعى الإصلاح وعمل بها واقعاً والبعض الآخر استغل كلمة الإصلاح ليقوم بالإفساد، والبعض الآخر ابتدأ كحركة إصلاحية وانتهى المسير به إلى الانحراف ومن هنا رأى أن معظم حركات العلويين في العهدين الأموي والعباسي كانت إصلاحية وحركة "بابك خرم دين" في إيران كانت فاسدة، والعامل في استمرار الحكم العباسي، أما الحركة الشعوبية التي رفعت في البداية شعار المساواة. ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا. فإنها ابتدأت كحركة إصلاحية ثم ما لبثت أن انحرفت لتصبح حركة قومية عنصرية (العنصرية الإيرانية). وفي مناقشته لهذه الحركات في أنها فكرية أم اجتماعية رأى أن بعضها فكري بحث (نهضة الغزالي) والبعض الآخر اجتماعي (السربداريين) والبعض الآخر فكري اجتماعي كحركة إخوان الصفا.
أما عن هذه الحركات وهل أنها تقدمية أو رجعية فقسّمها أيضاً إلى تقدمية... ورجعية كحركة الأشاعرة في القرن الرابع، وحركة الإخبارية عند الشيعة في القرن العاشر وحركة الوهابية في القرن الثاني عشر.
 

3- جمال الدين الأفغاني... رجل الدين والثورة
قاد الأًغاني نهضة فكرية اجتماعية أراد من خلالها إيجاد نهضة وصحوة في أفكار المسلمين وفي نظم حياتهم، ولذلك عمل بكل قوته وجاهد وكافح وسافر إلى البلدان واتصل بجميع الفئات من أجل تحقيق أهدافه. وقد شهدت حركة الأفغاني مكافحة قوية ضد الاستعمار الخارجي والديكتاتورية الداخلية حيث أنه اعتبرهما من أبرز الأسباب المؤدية إلى المشاكل والآلام التي تعاني منها البلدان الإسلامية. ورأى أن الكفاح ضد هذين العاملين المخربين هو الوعي السياسي وضرورة اشتراك جميع المسلمين فيه
.
أما بالنسبة لأعماله من أجل الوحدة الإسلامية فقد كانت بارزة حيث كان يعتقد أن وصول المسلمين إلى مجدهم وعظمتهم لا يتأتى إلا عن طريق هذه الوحدة (الرجوع إلى الإسلام الأصيل وحلول روح الإسلام الواقعي. ثانية في قلب المسلمين المحتضر). ولذلك اتصل بسائر المسلمين في كل البلاد على اختلاف مذاهبهم وبعلمائهم مما ترك كبير الأثر في نفوسهم وأثر في قيام الثورات كثورة التنباك (حركة التنباكو) وثورة الدستور في إيران.

وكما كان يحارب الاستعمار السياسي الغربي كان يحارب الاستعمار الثقافي الذي غزا بلادنا وجعل مثقفينا منبهرين بالحضارة والثقافة الغربية مما جعلهم يروجون لها ويحاولون تطبيقها حتى على الآيات القرآنية وهذا من قبيل ما فعله السيد أحمد خان قائد الحركة الإصلاحية في الهند، حيث حاول تفسير مسائل ما بعد الطبيعة تفسيراً طبيعياً، والمسائل العقلية الغيبية تفسيراً محسوساً. هذا مع العلم أن الأفغاني كان شخصية متمدنة يدعو المسلمين إلى تعلم العلوم والفنون الجديدة والاستفادة منها لكن دون الإفراط في التجدد، ومع الحذر من تأثيير الثقافة الغربية على طريقة تفكيرهم كمسلمين.

كذلك شخص الأفغاني المشاكل الاجتماعية في العالم الإسلامي فبيّنها على الشكل التالي:
1- ديكتاتورية الحكام.
2- الجهل واللاوعي عند المسلمين.
3- تسرب العقائد الخرافية إلى أفكار المسلمين.
4- التفرقة بين المسلمين باسم المذاهب الدينية.
5- سيادة الاستعمار الغربي.

ولم يكتفِ السيد جمال الدين بعرض المشاكل، بل قدّم لها حلولاً ناجعة تتمثل في:
1- الكفاح ضد أنانية المستبدين.
2- التسلح بالعلوم والفنون الجديدة.
3- الرجوع إلى الإسلام الأصيل ومحاربة البدع.
4- الإيمان بالإسلام والاعتماد عليه.
5- الكفاح ضد الاستعمار الخارجي.
6- اتحاد المسلمين.
7- بعث روح الهجوم والنضال والجهاد في المجتمع الإسلامي المحتضر.
8- الكفاح ضد روح الانهزامية تجاه الغرب.

هذا وقد أشار الشهيد إلى المواطن التي سكت فيها الأفغاني ولم يبدِ فيها رأيه، فحدَّدها بموقفه تجاه النظام الإقطاعي وبعدم طرحه لفلسفة السياسة الإسلامية كيفيتها وأطروحتها واكتفائه بالعمل السياسي على أرض الواقع.
فامتاز من الناحية الطبيعية بالذكاء الحادّ والاستعداد الخارق للعادة وقوة تأثيره في النفوس.

أما من الناحية الاكتسابية فامتاز بالأمور التالية:
1- ثقافته الإسلامية العالية ولعلها تعود إلى دراسته عند شخصيتين عظيمتين هما الشيخ الأنصاري والأخوند ملا حسين قلي همداني.
2- معرفته بالعصر الحديث وشخصياته العلمية والسياسية المهمة مما أعطاه رؤية عصرية واسعة.
3- معرفته بالعالم الإسلامي بشكل وافٍ ودقيق.
4- وعيه السياسي للعالم ولما يجري فيه من مخططات ومؤامرات على الدول الإسلامية.

4- الشيخ محمد عبده... رجل الفكر والاعتدال
وهو تلميذ السيد جمال الدين حمل نفس شعاراته وعانى نفس الآلام التي عاناها الأفغاني إلا أن الشيخ عبده اتجه نحو إيجاد حل لأزمة الفكر الديني عند المسلمين والحاجات العصرية للعالم الإسلامي وتقديم الإسلام بشكل حضاري بعيداً عن القشرية التي كان يتبعها علماء البلاط. فطرح في سبيل ذلك قضية الفقه المقارن في المذاهب الأربعة وادخل مبادئ‏ء فلسفة الحقوق في الاجتهاد وأوجد نظاماً حقوقياً جديداً ليجيب على المسائل العصرية التي تتعلق بالتمييز بين العبادات والمعاملات في الفقه، وحاول إلى جانب ذلك إثبات أن الإسلام أيديولوجية شاملة ومتكاملة ومحور للتفكير عند المسلمين. وفي مقارنة بين الشيخ عبده والسيد الأفغاني رأى الشهيد أن الاختلاف بينهما يكمن في نقطتين:
الأولى: كون الأفغاني يعتقد بالفكر الثوري بينما يعتبر الشيخ من أنصار الفكر الإصلاحي التدريجي.
الثانية: اعتبار الأفغاني الكفاح ضد الدكتاتورية والاستعمار من أوائل المهمات في حين اتجه الشيخ عبده إلى أن أوائل المهمات يجب أن تكون التوجيه نحو التربية والتعليم.

5- الشيخ عبد الرحمن الكواكبي المفكر والثائر الإسلامي
فقد كان شخصية إسلامية مفكرة ومناضلة وثائرة ضد الاستبداد، من أنصار الشيخ عبده والأفغاني، والكواكبي كالأفغاني كان يعتقد بضرورة تسلح المسلمين بالوعي السياسي لاعتباره أنه بالوعي السياسي وحده يستطيع المسلمون الوقوف أمام الدكتاتوية. ورأى أن الوعي السياسي يمكن إيجاده في الشعور الديني، ومن هنا كان معتقده بتماسك الدين والسياسة وعدم الفصل بينهما. وكذا شدَّد الكواكبي على مفهوم التوحيد، فكان يرى بأن الناس لو عرفوا المفهوم الحقيقي له لتوصلوا إلى أقوى المواقع. هذا مع الإشارة إلى أنه لم يعطِ هذه الأهمية للتوحيد بمفهومه النظري فقط، بل بمفهومه العملي أيضاً.
ورأى الكواكبي أن العدل والحرية وقعا ضحية النظام والأمن، فبعض علماء السلف باسم الحفاظ على الأمن والنظم وقفوا أمام العدل والحرية وحققوا بذلك إرادة المستبدين. أما عن رأيه في العلوم فرأى أن هناك علوماً تعطي الجماهير الوعي والشعور السياسي وهذه التي تخوف منها المستبدون. وهناك علوم لا تعطي هذا الشعور فلذا لم يخف المستبدون منها، بل شجعوها ودعوا إليها.

6- إقبال اللاهوري رائد الحركة الإصلاحية في الهند
يعتبر إقبال اللاهوري بطل الإصلاح في العالم الإسلامي حيث أن أفكاره لم تنتشر في بلده فحسب، بل تعدَّته إلى معظم بلدان العالم الإسلامي. فما هي الخصائص الإيجابية والنواقص عند إقبال؟
أما الخصائص الإيجابية فتتمثل في:
1- معرفته بالثقافة الغربية معرفة جيدة مما جعل المفكرين الغربيين يطرحونه كمفكر وفيلسوف.
2- عدم تأثير الثقافة الغربية على تفكيره، بل على العكس كان يعتبرها ناقصة وتفتقد إلى أيديولوجية إنسانية متكاملة.
3- تفكيره بنفس القضايا التي فكَّر فيها الشيخ عبده فكان يبحث عن حلِّ لأزمات المسلمين الفكرية في ضوء المسائل المعاصرة دون أي مخالفة لأصل من أصول الإسلام.
4- شخصيتا المعنوية، واتجاهه الاتجاه الروحي العرفاني، واعتباره أن إحياء الفكر الديني بدون إحياء المعنويات الإسلامية عمل غير مفيد.
5- مكافحته ضد الاستعمار إلى جانب عمله الفكري.
6- قدرته الشاعرية التي خدم بها قضاياه الأساسية ووضعها في خدمة أهدافه هذا بالنسبة للإيجابيات أما بالنسبة للنواقص فتتمثل في:
1- عدم معرفته بالثقافة الإسلامية معرفة تامة رغم اعتباره في نظر الغرب مفكراً وفيلسوفاً.
2- عدم تنقله في البلاد وسفره إلى الدول وإطلاعه عن قرب على أوضاع المسلمين والحركات والنهضات الإسلامية مما جعل بعض تقييماته لشخصيات في العالم الإسلامي خاطئة.
 

7- رجال الدين الشيعة والحركات الإصلاحية
في هذا البحث تناول الشهيد الكلام عن الاختلاف بين الحركات الإصلاحية الشيعية منها والسنية. حيث أن الأولى تقوم بالثورات والانتفاضات ويأتي على رأسها العلماء وكبار المراجع بينما الثانية تحلل وتنظر للثورات والحركات والسياسات وقلما تقوم بالثورات. وإذا ما قدمت أمثال هذه فإن قياداتها لا تكون شخصيات علمائية دينية. ولعلَّ هذا عائد كما يرى الشهيد إلى ارتباط هذه القيادات بأجهزة الحكم واستقلالها عنها. فجهاز رجال الدين السنة جهاز منتمي وتابع لإرادة الحكام الذين ينصبونه، (والجهاز المنتمي والتابع لا يستطيع أن يقف ضد القوة التي ينتمي إليها ويجر الجماهير معه ضدها) في حين أن جهاز رجال الدين الشيعة جهاز مستقل بحد ذاته يعتمد على قدرة الله تعالى وعلى قوة الناس. ولهذا السبب كان رجال الدين الشيعة وعلى طول التاريخ قوة تعارض وتحارب الظالمين.
 

8- ماهية الثورة الإسلامية في إيران
يرى الأستاذ المطهري في كتابه أنه ينبغي لدراسة أي ثورة دراسة المسائل التالية:

- ماهية الثورة.
- هدف الثورة.
- قيادة الثورة.
- آفات الثورة.

فمن حيث الماهية فلا بدَّ لمعرفتها من أن نعرف الأفراد والجماعات التي اشتركت فيها، والعلل والجذور التي هيأت أرضيتها، كما لا بد أن نعرف أهدافها والشعارات التي أعطتها المقدرة والحيوية. فمن ناحية الفئات التي اشتركت في الثورة الإسلامية في إيران نجد أن كل الشعب بسائر فئاته وطبقاته اشترك في هذه الثورة وأما من ناحية العلل والجذور فنرى أن هذه الثورة قامت على أساس الشعور الإلهي الكامن في أعماق الفطرة الإنسانية الدافع بالإنسان إلى نبذ كل عوامل الظلم والفساد. هذا بالإضافة إلى عوامل أخرى كالفساد المستشري في الحكم القائم آنذاك وله مصاديق لا تعد ولا تحصى، وإنجازات رجال الدين في توعية الشعب وإعادته إلى مساره الطبيعي، مسار الفطرة التي فطر الناس عليها، مسار الإسلام العزيز.
أما الأهداف المتوسمة من تلك الثورة فيرى الشهيد أننا نستطيع أن نشخصها في الديمقراطية، وقطع يد الاستعمار، والدفاع عن حقوق الإنسان.. إلخ، إلا أننا لا نستطيع حصرها في هذه الأشياء حيث أن أهداف الثورة غير محدودة لأنها إسلامية والإسلام كلٌّ لا يتجزء ولا ينتهي بالوصول إلى هذه الأهداف. ولكننا نستطيع أن نبين الأهداف العامة للثورة من خلال كلمات أمير المؤمنين عليه السلام: "لنردَّ المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك وتقام المعطلة من حدودك".
 

10- قيادة الثورة الإسلامية في إيران
فعن الذين يملكون مؤهلات قيادة الثورة يجيب الشهيد أنهم يجب أن يتوفر فيهم شرطان أساسيان:
1- (أن يكونوا عارفين بالإسلام معرفة جيدة).
2- (أن يكونوا عارفين بالأهداف والفلسفة الأخلاقية والاجتماعية والسياسية والمعنوية للإسلام).
وهذه لا تتوفر إلا في العلماء. ومن هنا يفتخر الشهيد بأن قادة الثورة الإسلامية في إيران هم العلماء والمراجع العظام أعلى الله مقامهم، والذين يأتي على رأسهم هو إمام الأمة الراحل الخميني قدس سره. (ولكن.. ذلك المعشوق الذي تهواه مئات القوافل فإن اسمه وذكره.. خطابه وروحه المتعالية.. إرادته وعزمه الحديدي.. استقامته وشجاعته.. وعيه وإيمانه وأعني: روح الأرواح وبطل الأبطال، قرة الأعين، وعزيز الشعب الإيراني أستاذنا المعظم والقدير آية الله العظمى الخميني قدس سره إن ذلك نعمة أنعمها الله في قرننا وحياتنا المعاصرة هذه وحقاً أنه مذاق حي وواضح للحديث القائل: "إن لله في كل خلف عدولاً ينفون عنه تحريف المبطلين".
 

11- آفات الحركة الإسلامية
ونستطيع تحديدها- لا على وجه الإطلاق- بالمسائل التالية:
1- تغلغل الفكر الغربي واختراقه لصفوف هذه الثورة. وهذا قد يكون عن طريق الأعداء وهو واضح، وقد يكون عن طريق الأصدقاء (الذين يتأثرون- حسب جهلهم بإيديولوجية الحركة- بسلسلة من النظريات والأفكار الغربية ويحاولون- عن علم أو جهل- إعطاء تلك الأفكار صبغة شرعية ثم عرضها على الجماهير.

2- التجدد المفرط في الإسلام:
وهنا ينبغي على الفرد المسلم مراعاة الاعتدال، لا أن يتجه نحو الإفراط أو التفريط كان يصبغ بعض الأعمال التي لا تمتُّ إلى الإسلام بصلة تصبغه شرعية باسم التجدد وباسم الاجتهاد الحر.

3- عدم إتمام مسيرة الحركة:
وهذا ما حصل في كثير من الحركات الإسلامية، التي حقق فيها المسلمون أهدافهم إلا أنهم لم يستكملوها. وهذا من قبيل ما حدث في ثورة الدستور في إيران.
يقول الشهيد: ولا بد بعد كل مرحلة هدم وعمل سلبي مرحلة بناء وعمل إيجابي ذلك أنه بعد كل "لا إله" هناك "إلا الله".

4- تسلل العناصر الانتهازية:
أولئك الذين يأتون عند نهاية كل ثورة ليقطفوا الثمار، دون رجالاتها الرئيسيين. وهذا بسبب عدم إتمام هذه الرجالات مسيرة الثورة حتى النهاية.

5- الغموض في البرامج المستقبلية:
حيث كانت معظم الحركات تكتفي بالهدم، ولم تكن قد خطَّطت لبرامج مستقبلية تضمن لهذه الثورات البقاء.

6- فقدان الإخلاص في العمل الثوري:
فيجب حتى يكون العمل خالصاً أن يكون إلهياً محضاً، فيراد به وجه الله سبحانه من البداية مروراً بكل مراحله وحتى النهاية وحصاد القطاف وعندها تشمل الرحمة الإلهية هذا العمل وهذه النهضة.
وأخيراً بينَّ الشهيد رحمه الله شروط النجاح في كلمات إمام المتقين عليه السلام: "إنما يقيم أمر الله سبحانه من لا يصانع ولا يضارع ولا يتبع المطامع"، مقدماً بياناً لكيفية الابتعاد عن المصانعة والمضارعة، ومكافحة الطمع في العبودية. والحمد لله رب العالمين".


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع