صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

عناوين نهج فكري

د. علي الحاج حسن*

 



تكتسب مسألة المعرفة ونشر العلوم بمختلف أطيافها أهمية كبيرة ودلالات متنوعة، فبعد الوقوف على المستويات الفكرية والسلوكية للمجتمعات والتي تظهر عادة نتيجة شيوع المعرفة وسيطرة العلم والفكر، فإن وجود محاولات حثيثة لتجسيد العمل الفكري والعقائدي يدل على وجود مجتمع يعيش في حالة من الرقي والتقدم الفكري، إذ لا يمكن الإدعاء بالحاجة إلى فكر ما إذا لم يشعر الفرد-وبالتالي المجتمع- بضرورة وجوده على أساس أنه يلبي بعض طموحات وحاجيات المجتمع، وتبرز المسألة بشكل أوضح إذا كان النهج المتبع في تقديم المعلومات أسلوباً يقوم على أساس قراءات تحليلية لوقائع ومفاهيم تحاكي بالدرجة الأولى النزعة الإنسانية والتي تحكي عن ميل نحو المعرفة.

ولهذا كانت العلوم التي تؤمن وتلبي يوماً بعد يوم الحاجيات الفكرية وتتابع باستمرار مجرى حركة الفكر والسلوك الإنساني هي من أكثر العلوم موفقية. وبعبارة أوضح إن العلوم الإنسانية هي من جملة العلوم التي صدرت عن الذهن ووجدت لأجل أن تحاكيه، إذا لم تتمكن من إقناع الذهن فلا يمكن أن تصبح مفردة من مفرداته ووسيلة ناجعة للسير نحو الهدف الذي وجد هذا العلم لأجله. فكيف إذا أضفنا إلى هذه المحاولات قسماً من العلوم والمعارف البشرية التي تحاكي في أساسها الفكر والعقل الإنساني بأدلة وبراهين تنطلق من مسلمات هذا الفكر وتعيده إلى فطرة الأساس. عدا عن هذا فهي تنطلق في اتجاه هام آخر وهو التركيز على العلاقة الشخصية مع الذات والآخرين وتصويب هذه الحركة تفاصيلها كافة نحو عالم الخالق، فتكون هذه العلوم في واقعها منظومة متكاملة توصل الإنسان إلى أفضل الغايات وتجعل منه شخصية سوية على مستوى السلوك والفكر. في هذا الجو يمكن أن نلحظ موقع مجلة بقية الله، فالمجلة بعناوينها ومواضيعها والنهج الفكري الذي تتبعه، تتخطى مسألة تقديم مجموعة من المعلومات التي قد تقنع وقد لا تقنع مخاطبها إلى مسألة التربية السلوكية له، وهذا يعود بالتأكيد إلى غنى وعظمة المنظومة الفكرية التي تؤسس لها. في هذا الجو أيضاً، لا بد من الإشارة إلى المخاطب واللغة المستعملة حيث أن أغلب الفئات الوسطى تفقد من يتمكن من مخاطبتها وتفقد اللغة القريبة من مدركاتها. قد لا ينفع في غالب الأوقات الحديث بلغة نخبوية أو لغة تشبه إلى حد كبير اللغة العوامية بمصطلحاتها ومفاهيمها، إذ أن الفئات المثقفة والتي تعمل في ميادين علمية متعددة ومتنوعة تحتاج لمخاطب يجيد احتياجاتها ويفهم توجهاتها وبالتالي يتمكن من صياغة اللغة التي تقدم الفكر واضحة جلية لها. وأخيراً نبارك لمجلة بقية الله عيدها على أمل التقدم والرقي والنجاح يوماً بعد آخر وللقيّام عليها المزيد من العطاء والموفقية.

* مدير مركز الإمام الخميني الثقافي.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع