مع الإمام الخامنئي | لا تنبهروا بقوّة العدوّ* نور روح الله | لو اجتمع المسلمون في وجه الصهاينة* كيف تكون البيعة للإمام عند ظهـوره؟* أخلاقنا | كونوا مع الصادقين* الشهيد على طريق القدس عبّاس حسين ضاهر تسابيح جراح | إصابتان لن تكسرا إرادتي(1) على طريق القدس | «اقرأ وتصدّق» مشهد المعصومة عليها السلام قلبُ قـمّ النابض مجتمع | حقيبتي أثقل منّي صحة وحياة | لكي لا يرعبهم جدار الصوت

أدب ولغة: كشكول الأدب

فيصل الأشمر

* من الشعر العربي
هذا مقطع من قصيدة شعريّة عجيبة، نظمها إسماعيل بن أبي بكر المقري. والعجيب فيها أنك عندما تقرأها من اليمين إلى اليسار تكون مدحاً ، وعندما تقرأها من اليسار إلى اليمين تكون ذماً.

من اليمين إلى اليسار، في المدح:

طلبوا الذي نالوا فما حُرمــــوا رُفعتْ فما حُطّتْ لهـــم رُتبُ
وهَبوا ومـا تمّتْ لــهم خُلــــــقُ سلموا فما أودى بهـــم عطَبُ
جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا حُمدتْ لهم شيمٌ فــمـــا كَسَبوا


من اليسار إلى اليمين، في الذم:

رُتب لهم حُطتْ فمــــا رُفعتْ حُرموا فما نالوا الـــــذي طلبُوا
عَطَب بهم أودى فمــــا سلموا خُلقٌ لهم تمّتْ ومـــــــــا وهبُوا
كَسَبوا فما شيمٌ لــــهم حُمــدتْ كَسَدوا فما نرضى الذي جَلبُوا


* أخطاء شائعة
صادقَ: يقال: صادقَ على الأمر، أي أقرّه، والصحيح أن يقال: صدّقَ على الأمر. أما صادقَ فتعني: اتّخذَ صديقاً.

حسبَ: يقال في فعل العدّ: حسِبَ يحسِب حسباناً، والصحيح أن يقال: حسَبَ يحسُب حساباً. أما "حسِبَ يحسِب حسباناً" فيعني: ظنَّ.

ضغط: يقال: ضغط على الزرّ، والصحيح أن يقال: ضغط الزرَّ، لأن "ضغط على" تعني: تشدّدَ وضيّق.

تحادث: يُقال: تحادثَ مع فلان، والصحيح أن يُقال: تحادث وفلان، إذ لا يجوز استعمال "مع" بعد الأفعال المبنية على وزن "تفاعل" للمشاركة.

ويقال: تعرّض البلد لحوادث قتل، والصحيح أن يقال: تعرّض البلد لأحداث قتل، لأنّ الأحداث جمع حدث وتعني الأمور المنكرة وأعمال الشر. أما الحوادث، جمع حادث، فتعني كلّ الأمور الأخرى العاديّة التي تجري.

* من بلاغة أهل البيت عليهم السلام
قال رسول الله صلى الله عليه وىله وسلم: "منبري هذا على ترعة من ترع الجنة". وقد قيل في تفسير الترع ثلاثة أقوال:
أحدها: أن يكون اسماً للدرجة. والثاني: أن يكون اسماً للروضة على المكان العالي، خاصة. والثالث: أن يكون اسماً للباب. وفي هذا الكلام مجاز على الأقوال الثلاثة، وجميعها يؤول إلى معنى واحد. فإن كانت الترعة بمعنى الدرجة، فالمراد أن منبره صلى الله عليه وىله وسلم على طريق الوصول إلى درج الجنة، لأنه صلى الله عليه وىله وسلم يدعو عليه إلى الايمان، ويتلو قوارع القرآن، ويخوّف ويزجر ويعد ويبشر. وإن كانت بمعنى الباب، فالقول فيهما واحد. وإن كانت بمعنى الروضة على المكان العالي، فالمراد بذلك أيضاً كالمراد بالقولين الأوّلين، لأنّ منبره صلى الله عليه وىله وسلم على الطريق إلى رياض الجنة لمن طلبها وسلك السبيل إليها.
(بتصرف من: المجازات النبوية للشريف الرضي).

* اسمٌ ومعنى
رَهَف: رهَف الشَّيءَ: سَنَّه، رقَّقه وحدَّده. مثلاً: رهَف سيفَه.
رَهُفَ : رَقَّ ولَطُف.
والاسم: رَهَف.
رَهَف : فاعل من رَهُفَ

* نكتة نحوية
في أحد مجالس العلم رُويت قصّة عن الكسائي، مفادها أنّ أبا يوسف الفقيه دخل على الرشيد وعنده الكسائي يحدّثه، فقال (أي أبو يوسف): يا أمير المؤمنين، قد سعد بك هذا الكوفي وشغلك.
فقال الرشيد : النحو يستفرغني، أستدلّ به على القرآن والشعر.
فقال الكسائي: إنْ رأى أمير المؤمنين أن يأمره بجوابي في مسألة من الفقه.
فضحك الرشيد، فقال : أبلغتَ إلى هذا يا كسائي؟ يا أبا يوسف أَجِبه.
فقال: ما تقول في رجل قال لامرأته: أنتِ طالقٌ إِنْ دخلتِ الدار؟
قال: فقال أبو يوسف: إنْ دخلَتْ فقد طلُقتْ.
فقال الكسائي: خطأٌ، إذا فُتحت أَنْ فقد وجب الأمر، وإذا كُسرت فإنه لم يقع بعد. فنظر أبو يوسف بعد ذلك في النحو.

* من غريب القرآن الكريم
ربص: التربص: الانتظار بالشيء، سلعة كانت يقصد بها غلاء، أو رخصاً، أو أمراً ينتظر زواله أو حصوله، يقال: تربّصت لكذا، ولي ربصة بكذا، وتربص، قال تعالى: ﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ (البقرة: 228)، ﴿قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (الطور: 31)، ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ (التوبة: 52)، ﴿وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ (التوبة: 98).

* من النثر العربي
قال الأصمعي: حجّت أعرابية ومعها ابن لها فأصيبت به. فلما دُفن قامت على قبره وهي موجعة فقالت: والله يا بنيّ لقد غذوتك رضيعاً. وفقدتك سريعاً. وكأنه لم يكن بين الحالين مدّة ألتذّ بعيشك فيها. فأصبحتَ بعد النضارة والغضارة ورونق الحياة والتنسم في طيب روائحها تحت أطباق الثرى جسداً هامداً ورفاً سحيقاً وصعيداً جرزاً. أي بنيّ، قد سحبت الدنيا عليك أذيال الفنا وأسكنتك دار البلى. ورمتني بعدك نكبة الردى. أي بنيّ، لقد أسفر لي عن وجه الدنيا صباح داح [عظُم] ظلامه.

ثم قالت: أي رب، منك العدل ومن خلقك الجور. وهبتَه لي قرة عين فلم تُمتعني به كثيراً، بل سلبتنيه وشيكاً. ثم أمرتَني بالصبر ووعدتَني عليه بالأجر فصدّقت وعدك ورضيت قضاءك. فرحم الله من تَرحّم على من استودعته الردم ووسّدته الثرى. اللهم ارحم غربته وآنس وحشته واستر سوءته يوم تنكشف السوءات.

فلما أرادت الرجوع إلى أهلها وقفت على قبره فقالت: أي بني إني قد تزوّدت لسفري، فليت شعري ما زادك لبُعد طريقك ويوم معادك؟! اللهم إني أسألك له الرضا برضاي منه. ثم قالت: استودعتك من استودعنيك في أحشائي جنيناً. وأثكل الوالدات ما أمضّ حرارة قلوبهن وأقلق مضاجعهن وأطول ليلهن وأقصر نهارهن وأقلّ أُنسهن وأشدّ وحشتهن، وأبعدهن من السرور وأقربهن من الأحزان.
فلم تزل تقول هذا، ونحوه، حتى أبكت كل من سمعها. وحمدت الله وصلّت ركعات عند قبره وانطلقت.
(مجاني الأدب في حدائق العرب لويس شيخو)
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع