مع الإمام الخامنئي | لا تنبهروا بقوّة العدوّ* نور روح الله | لو اجتمع المسلمون في وجه الصهاينة* كيف تكون البيعة للإمام عند ظهـوره؟* أخلاقنا | كونوا مع الصادقين* الشهيد على طريق القدس عبّاس حسين ضاهر تسابيح جراح | إصابتان لن تكسرا إرادتي(1) على طريق القدس | «اقرأ وتصدّق» مشهد المعصومة عليها السلام قلبُ قـمّ النابض مجتمع | حقيبتي أثقل منّي صحة وحياة | لكي لا يرعبهم جدار الصوت

الجماعة...صلاةٌ بألف ركعة

الشيخ د. أكرم بركات


ورد أنّ جبرائيل عليه السلام أتى الحبيب محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم بعد صلاة الظهر مع سبعين ملك يبشّر بهدية الله إليه، ألا وهي "الصلوات الخمس في جماعة"(1)، والتي شاء الله تعالى أن تكون أوّل جماعة فيها حينما كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ومعه أمير المؤمنين علي عليه السلام، فتقدّم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصلّى إماماً، "فكانت –بتعبير الإمام الصادق عليه السلام- أوّل جماعة جمعت ذلك اليوم"(2).

* ثواب صلاة الجماعة
سأل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم جبرائيل عليه السلام بعدما أخبره بالهديّة عن ثواب صلاة الجماعة، فأجاب: "يا محمّد:

1. إذا كانا اثنين، كتب الله لكلّ واحد بكلّ ركعة مئة وخمسين صلاة.

2. وإذا كانوا ثلاثة، كتب الله لكلّ واحد بكلّ ركعة ستمئة صلاة.

3. وإذا كانوا أربعة، كتب الله لكلّ واحد بكلّ ركعة ألفاً ومئتي صلاة.

4. وإذا كانوا خمسة، كتب الله لكلّ واحد بكلّ ركعة ألفين وأربعمئة صلاة.

5. وإذا كانوا ستّة، كتب الله لكلّ واحد منهم بكلّ ركعة أربعة آلاف وثمانمئة صلاة.

6. وإذا كانوا سبعة، كتب الله لكلّ واحد منهم بكلّ ركعة تسعة آلاف وستمئة صلاة.

7. وإذا كانوا ثمانية، كتب الله تعالى لكلّ واحد منهم بكلّ ركعة تسعة عشر ألفاً ومئتي صلاة.

8. وإذا كانوا تسعة، كتب الله تعالى لكلّ واحد منهم بكلّ ركعة ستّة وثلاثين ألفاً وأربعمئة صلاة.

9. وإذا كانوا عشرة، كتب الله تعالى لكلّ واحد بكلّ ركعة سبعين ألفاً وألفين وثمانمئة صلاة.

10. فإن زادوا على العشرة، فلو صارت بحار السماوات والأرض كلّها مداداً، والأشجار أقلاماً والثقلان مع الملائكة كتّاباً، لم يقدروا أن يكتبوا ثواب ركعة واحدة.

يا محمّد، تكبيرة يدركها المؤمن مع الإمام، خير له من ستّين ألف حجّة وعمرة، وخير من الدنيا وما فيها، سبعين ألف مرّة، وركعة يصلّيها المؤمن مع الإمام، خير من مئة ألف دينار يتصدّق بها على المساكين، وسجدة يسجدها المؤمن مع الإمام، في جماعة، خير من عتق مئة رقبة"(3).

* ما يزيد من ثواب الجماعة
1. أن تكون في المسجد: الصلاة الفرادى في المسجد لها ثواب عظيم؛ ففي المسجد الجامع يبلغ ثواب الصلاة مئة صلاة، وإذا كانت الصلاة في المسجد جماعة فإنّ ذلك يزيد ويزيد، فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "ومن مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة، كان له بكلّ خطوة سبعون ألف حسنة، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك، فإن مات وهو على ذلك وكّل الله به سبعين ألف ملك يعودونه إلى قبره ويبشِّرونه ويؤنسونه في وحدته، ويستغفرون له حتّى يُبعث"(4).

2. أن تكون خلف العالم: عن الإمام الصادق عليه السلام: "الصلاة خلف العالم بألف ركعة"(5). يقول الشهيد الثاني في كتاب شرح اللمعة بأنّ صلاة الجماعة في المسجد الجامع خلف العالم يعادل ثوابها ثواب مئة ألف صلاة. ويعلِّق بأنّ ذلك الثواب يتضاعف كلّما زاد عدد المأمومين، وعندما يتخطّى العشرة لا يحصي ذلك الثواب إلّا الله تعالى.

* بركات صلاة الجماعة
1. قضاء الحاجة: في الحديث: "إنّ الله عزّ وجلّ ليستحي من عبده، إذا صلّى في جماعة، ثم سأله حاجة، أن ينصرف حتى يقضيها"(6).

2. قبول الصلاة: ذكر بعض العلماء أنّ صلاة الجماعة لها ميزة أنّ صلاة الجميع فيها مقبولة؛ فهي تصعد في صحيفة واحدة، إن قُبل من أحدهم، قُبل منهم جميعاً.

* الإدمان على الجماعة
مع أنّ صلاة الجماعة مُستحبّة غير واجبة، إلّا أنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام حثّوا على المحافظة عليها بصورة لافتة، ففي الرواية أنّ ضريراً أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً: يا رسول الله، إنّي ضرير البصر، وربّما أسمع النداء، ولا أجد من يقودني إلى الجماعة والصلاة معك، فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "شُدَّ من منزلك إلى المسجد حبلاً واحضر الجماعة"(7).

* صلاة الجماعة الأكمل
حتّى تؤدّي صلاة الجماعة هدفها، يجب:

1. أن يحافظ الإمام على جاذبيّتها، فلا ينفّر المصلّين بإطالتها وعدم مراعاة الضعفاء منهم. فمن كتاب لأمير المؤمنين لمالك الأشتر: "فإذا قمت في صلاتك بالناس، فلا تطولنَّ ولا تكوننَّ منفرّاً ولا مضيِّعاً، فإنّ في الناس من به العلّة وله الحاجة، وقد سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين وجّهني إلى اليمين: كيف أصلّي بهم؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: صلِّ بهم كصلاة أضعفهم وكن بالمؤمنين رحيماً"(8).

2. أن يؤدّيها المأموم بانتظام، فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "سوّوا بين صفوفكم، وحاذوا بين مناكبكم لا يستحوذ عليكم الشيطان"(9)، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: "أقيموا صفوفكم وامسحوا بمناكبكم لئلّا يكون فيكم خلل"(10).

* صلاة الجماعة مدرسة
إنّ صلاة الجماعة مدرسة تعلّم المسلمين:

1. النظام: من خلال الانتظام المطلوب فيها.

2. الجمال: فإنّها لوحة جماليّة رائعة.

3. إلغاء الطبقيّة: فإنّ المسلمين يصلّون إلى جنب بعضهم بعضاً، رئيساً ومرؤوساً، غنيّاً وفقيراً، مشهوراً ومغموراً...

4. الوحدة: فإنّ الوحدة المنتظمة في صلاة الجماعة في القيام والركوع والسجود والجلوس تدعو إلى الوحدة في المجتمع.

5. الوعي السياسيّ: فإنّ صلاة الجماعة تُشعر المؤمنين بقوّتهم المنطلقة من وحدتهم، كما أنّها من خلال جهة المحراب توحِّد بوصلتهم في حربهم على شيطان الداخل والخارج.

وكم يحتاج المسلمون اليوم إلى هذا الوعي في ظلّ مؤامرات الأعداء وتجهيل المبادئ وتشويه صورة الإسلام بهدف إضعاف المسلمين.

1. الوافي، الفيض الكاشاني، ج 8، ص 1166.
2. الأمالي، الشيخ الصدوق، ص 598.
3. مستدرك الوسائل، الشيخ الطبرسي، ج6، ص444.
4. الأمالي، مصدر سابق، ص 517-518.
5. بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 85، ص 5.
6. مستدرك الوسائل، مصدر سابق، ج6، ص 513.
7. الوافي، مصدر سابق، ج 8، ص 1170.
8. بحار الأنوار، مصدر سابق، ج 74، ص 260.
9. وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج 8، ص 423.
10. ثواب الأعمال، الشيخ الصدوق، ص 230.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع