حيدر خير الدين

كما عوّدتنا مؤسسة جهاد البناء أن تكون السبّاقة لكن خير ومثوبة فهي الحاضرة دائماً في شتّى الميادين التي تخدم مجتمعها جهاداً في البناء والثقافة ومسؤولية في الرعاية والإشراف تشيِّد أركان الهدى وترمِّم الاعتدادات وفي جعبتها النبع الوفير الذي يكشف عن آثار خالدة شامخة فتبرزها بأسلوبها وتحييها بكتاباتها التي تبرز لهذه الأمة حضورها المشرق والكبير.

* مسجد النهر:
ويعرف بمسجد الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف يقع وسط مدينة بعلبك قرب السراي الحكومي، أُقيم على أنقاض مسجد قديم، وقد شيّده الأمير يونس الحرفوش عام 1028هـ طلباً للأجر والثواب، تشير كتابة إلى ذلك نقشت على جداره الجنوبي جاءت أبياتاً شعرية:
 

وهو من المساجد القديمة في المدينة وليس كما يزعم الكثيرون أنه أول مسجد للشيعة في بعلبك بناه الأمير يونس الحرفوش أيام حكمه حيث قام بنقل بلاطات نقش عليها ا سم علي بشكل هندسي جميل ثبتها على مدخله وقد شوهدت هذه الأشكال في جامع رأس الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام كان يبلغ طول المسجد ثلاثين متراً وعرضه عشرين متراً لكنه تقلص إلى 18 متراً بعرض 13 متراً بعدما شق شارع رأس العين عام 1927، تعاقب على التدريس فيه عدد كبير من العلماء الأفاضل أشهرهم السيد جواد مرتضى والشيخ حبيب آل إبراهيم وقد أضاف إليه بعض الكرام مكتبة نفيسة خصصت للمطالعة، قامت المئذنة في زاويته الشرقية وقد تماسكت جدرانها بعلوها مظلة خشبية تشبه مآذن المساجد السابقة مسجد الصاغة والحنابلة.

داخل المسجد ثلاثة أعمدة طولها خمسة أمتار تحمل خمسة عقود جميلة وقد غطت التيجان الكورنثية بورقٍ معدني حديث، توسط المحراب الجدا الجنوبي يحط به عمودان صغيران من الرخام وقد علاه آية قرآنية نافرة مدهونة باللون الأبيض: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿  أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾  (الإسراء/78).
جُدِّدَ المسجد مراراً آخرها على يد السيد جواد مرتضى العاملي العالم أرخت ذلك أبيات شعرية:
 

1327هـ/1908م.
هذه اللوحة وجدت أثناء ترميم المسجد، لم يغمرها أحد بعنايته فقبعت خلف المحراب من الخارج تعاند الدهر والأيام، ولله الشكر لم يحملها أحد ولم يرها، ذلك هذه آثارنا مهملة مرمية على الطرقات واليهود يحرفون التاريخ ويفتشون ليلاً نهاراً عن حرف قديم عبري يثبتون فيه واقعهم القسري!! أليس هذا عجب العجاب.
تجري الآن أعمال توسعة الطريق الرئيسية المؤدية إلى متنزّه رأس العين لذا فإنه يخشى على المسجد أن تطاله يد الهدم لهذه الحجة حيث تم تقزيمه عام 1927 من 30 متراً إلى 18 متراً لذا أُهيب بالمسؤولين التنبه لذلك الآن قبل فوات الأوان.

هنالك مساجد مندثرة كانت معالمها حتى فترة قريبة قائمة عملت الأحوال المناخية وأيدي العابثين إلى محوها عن خارطة الواقع حتى أننا لا نسمع عن مسجد خرب أو خربان إلا في مدينة بعلبك وهذا ما يحزن ويؤسف ومن تلك المساجد:
1- مسجد باب حمص.
2- الجامع العمري في حي المهاجرين.
3- جامع البيادر قرب بناء المقاصد.
4- جامع القنايا.
5- جامع الشيخ محمود.
6- مسجد الزغبرية.
7- جامع البساتين قرب الطاحون.
8- جامع الرابية على قمة تل مركيز.
9- جامع سيدي سليم يبعد مئة متر عن قبة الأمجد.
10- مسجد الحمام قرب الحمام القديم.
11- مسجد السراي بعلبك حوّل إلى إسطبل ثم إلى حوانيت.