مع الإمام الخامنئي | لا تنبهروا بقوّة العدوّ* نور روح الله | لو اجتمع المسلمون في وجه الصهاينة* كيف تكون البيعة للإمام عند ظهـوره؟* أخلاقنا | كونوا مع الصادقين* الشهيد على طريق القدس عبّاس حسين ضاهر تسابيح جراح | إصابتان لن تكسرا إرادتي(1) على طريق القدس | «اقرأ وتصدّق» مشهد المعصومة عليها السلام قلبُ قـمّ النابض مجتمع | حقيبتي أثقل منّي صحة وحياة | لكي لا يرعبهم جدار الصوت

هكذا حدّثتني فاطمة

حوار مع السيدة الزهراء عليها السلام

إعداد: آمال جمعة

حاضرة وإن غابت، ولأنّها من روح النبوّة ومن عبق الوحي تظل كلماتها تخفق في الآفاق خالدة أبد الدهر تضيء أمامنا الطريق، فهي نور الله في ظلمات الأرض. تنير أمَامنا السبيل للوصول إلى طاعة الله ورضوانه والفوز بسعادة الدارين. نقلت السيدة الزهراء روحي فداها الكثير من الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وآله، ولكننا اخترنا في هذا المختصر شذرات مما جاء وورد من أقوالها، فكانت هذه المقابلة المتخيلة معها، يستنطقها فيها موالٍ، ويسمع جوابها مما ورد في أمهات مصادر الأحاديث والكتب.

* السلام عليك سيدتي.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

* سيدتي ومولاتي، مَنْ هو السلام؟
إنّ الله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام.

* فمن هو؟ وكيف خلق الخلق؟
(إنه) الممتنع عن الأبصار رؤيته ومن الألسن صفتُه، ومن الأوهام كيفيته.. ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها، وأنشأها بلا احتذاء أمثلةٍ امتثلها، كوّنها بقدرتهِ، وذرأها بمشيئتِه، من غير حاجةٍ منه إلى تكوينها، ولا فائدةٍ له في تصويرها، إلا تثبيتاً لحكمته وتنبيهاً على طاعته وإظهاراً لقدرته، وتعبّداً لبريّته، وإعزازاً لدعوته.

كان أبوك صلى الله عليه وآله خاتم الأنبياء والمرسلين، فمتى ولمَ بعثه الله تعالى مع العلم أنه قد سبقه الكثير من الأنبياء والرسل عليهم السلام؟
إنّ أبي محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله، اختاره قبل أن أرسله، وسمَّاه قبل أنْ اجتبله، واصطفاه قبل أنْ ابتعثه... (وإنما) ابتعثه إتماماً لأمره، وعزيمة على إمضاء حكمه وإنفاذاً لمقادير رحمته.

* ما هي معجزته وحجته الكبرى؟
كتاب الله الناطق، والقرآن الصادق والنور الساطع، بيّنةٌ بصائره، منكشفة سرائره... قائد إلى الرضوان اتّباعه، مؤدّ إلى النّجاة إسماعه، به تنال حجج الله المنوّرة وعزائمه المفسّرة ومحارمه المحذّرة وبيناته الجالية، وبراهينه الكافية وشرايعه المكتوبة. فأموره ظاهرة وأحكامه زاهرة وأعلامه باهرة وزواجره لائحة وأوامره واضحة.

شرائعه المكتوبة؟ هي الأحكام والفرائض إذن، فهل لهذه الأحكام من علاقة بتهذيب النفس وترويضها أو السير بها إلى كمالها؟
(لقد) جعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر، والزكاة تزكيةً للنفس ونماءً في الرزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، والحج تشييداً للدين، والعدل تنسيقاً للقلوب، وطاعتنا نظاماً للملة، وإمامتنا أماناً من الفُرقة، والجهاد عزَّاً للإسلام، والصّبر معونةً على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف مصلحةً للعامة، وبرّ الوالدين وقايةً من السخط، وصلة الأرحام منماةً للعدد، والقصاص حقناً للدماء، والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة، وترك السرقة إيجاباً للعفّة. وحرّم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية ﴿واتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (آل عمران: 102) وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه.

* شيعتنا
* إذاً، علينا العمل بالقرآن والالتزام بالحلال والحرام للنجاة من عذاب النار. ولكن، أما من سبيل مع العمل يشفع ويجبّ عن التقصير؟

نحن وسيلته إلى خلقه، ونحن آل رسوله، ونحن حجة غيبه وورثة أنبيائه. فأبَوَا هذه الأمة محمد وعلي، يقيمان أَوَدهم، وينقذانهم من العذاب الدائم إنْ أطاعوهما، ويبيحانهم النعيم الدائم إن وافقوهما...

* فما فضلُ حبِّ علي عليه السلام؟
إنّ السعيد كل السعيد حق السعيد، مَنْ أحب علياً في حياته وبعد موته.

* إذاً، يكفي حبُّكم وحب علي عليه السلام لنكون من شيعتكم؟
إنْ كنت تعمل بما أمرناك وتنتهي عما زجرناك عنه فأنت من شيعتنا. وإلا، فلا.

* فمن هم شيعتكم؟
شيعتنا من خيار أهل الجنة وكل محبينا وموالي أوليائنا ومعادي أعدائنا. 

* هذا يعني أنه لا يكفي الإسلام باللسان أو إعلان حبكم أهل البيت ليُنجيَ من عذاب النار؟ 
كلّ محبينا وموالي أوليائنا... والمسلم بقلبه ولسانه لنا ليسوا من شيعتنا إذا خالفوا أوامرنا ونواهينا في سائر الموبقات، وهم مع ذلك في الجنّة ولكن بعدما يطهّرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا، أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها، أو في الطبق الأعلى من جهنم بعذابها بعد أن نستنقذهم بحبنا منها وننقلهم إلى حضرتنا.

* زينة المؤمن
* أجملتِ سيدتي فأبلغتِ، ولكن أين يقع الإخلاص من الوحدانية والإيمان بالله تعالى وبطاعته؟

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلمة جعل الإخلاص تأويلها وضمّن القلوب موصولها وأنار في الفكر معقولها... فمن أصعد إلى الله خالص عبادته أهبط الله إليه أفضل مصلحته..

* إذاً، كان ما ذكرتِ هو الذي يوجب الجنة، فهل من شيء آخر يتحلّى به المؤمن مولاتي؟
البِشْر في وجه المؤمن يوجب لصاحبه الجنة، والبِشْر في وجه المعاند المعادي يقي صاحبه عذاب النار.

* كمال الصوم
* هل يكفي في الصوم الامتناع عن الطعام والشراب والقيام بالعبادات؟

ما يصنع الصائم بصيام إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه.

* فما قولك في ليلة القدر؟
محرومٌ مَنْ حُرِم خيرها.

* تحضرنا مسائل ذكرتها عن المرأة. ولكن، قبل سؤالك عنها نحب أن نعرف ما أكثر ما أحببت في هذه الدنيا؟
حُبِّبَ إليّ من دنياكم ثلاث: تلاوة كتاب الله، والنظر في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله، والإنفاق في سبيل الله.

* المرأة عند الزهراء عليها السلام
خجلت من الكثرة سيدتي ولا أريد أن أَشُقّ عليك يا ابنة رسول الله.
(هاتي وسلي عمّا بدا لك)، أرأيت من اكتُريَ (أي استؤجر) يوماً يصعد إلى سطح بحملٍ ثقيلٍ وكراهُ (أي أُجرَته) مائة ألف دينار يثقل عليه؟


* ما هو سيدتي خير للنساء؟
خيرٌ لهنّ أنْ لا يرين الرجال ولا يرونهنّ.

* فمن خير الرجال فيما يخصّ النساء؟
خياركم ألينَكُم مناكب، وأكرمهم لنسائهم.

* تذكرت من مقالتك هذه ما جرى بينك وبين النبي الأكرم صلى الله عليه وآله عندما سألك عن الأعمى لِمَ حجبته، فهل تعيدين علينا ما قلت له وما أجابك؟

قلت يا رسول الله، إنْ لم يكن يراني فأنا أراه وهو يشم الريح. عندها أجابني صلى الله عليه وآله: أشهد أنك بضعة مني.

* وكيف تكون المرأة أقرب إلى ربها؟

أدنى ما تكون (المرأة) من ربها أنْ تلتزم قعر بيتها.

* وهو ما أعطاك إياه رسول الله عندما قسّم العمل بينك وبين علي عليه السلام وجعل لك عمل المنزل فقط؟
(نعم)، ولا يعلم ما داخلني من السرور إلا الله، بإكفائي رسول الله تحمل رقاب الرجال.

* لقد ميّز الله المرأة عن الرجل بالأمومة، فكيف نكرمها؟
إلزم رجلها، فإنّ الجنّة تحت أقدامها.

* سيدتي، إلى أين تتركيننا ولمّا نرتوِ من معين علمك بعد؟!
لم تُجبنا وسارعت إلى الذهاب، وقال قائل إنها كانت، قبل دخولها علينا، تقول لخادمتها: اصعدي على السطح، فإذا رأيت نصف عين الشمس قد تدلى للغروب فأعلميني حتى أدعو.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع