أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

آخر الكلام: ليعود قلباً..


نهى عبد الله


لم يعلم أهل "مدينة القلوب"، من أين تأتي كل هذه الحجارة والصخور لتشاركهم العيش في مدينتهم، التي لا يقطنها إلّا القلوب فقط، لكنّهم أخيراً ضاقوا ذرعاً بهم، فهم غريبو الأطوار، لا يشاركونهم الأفراح ولا الأحزان، لا يرحمون الضُعفاء، وعند كل اختلاف يتصارعون ويهشّم بعضهم بعضاً، ويسود علاقاتهم التشفّي والقسوة..


سرت شائعات عدّة بشأنهم، أنّهم يفدون على مدينتهم للتجارة، بعضهم قال: "إنّهم يهربون من ثارات قديمة في بلادهم"، وآخرون قالوا: "إنّهم قطّاع طرق يهربون من العدالة". لكنّ أيّاً من هذه الشائعات لم يتأكّد.
لاحظ رئيس البلدية أنّ جيرانهم الصخور يزدادون في مواسم التجارة والحروب، فيما بدأ يفتقد بعض القلوب الرماديّة في مدينته، "إذاً بدأوا يرحلون". وأكثر ما كان يخشاه أن "ينبوع الرحمة" الذي يروي مدينته بدأ ينضب، فظنّ أنّ الصخور يسرقون مياه الينبوع. قرّر إرسال إنذارات لهم لترك المدينة، فكان جوابهم وقحاً: "هذه مدينتنا"، فجمع وجهاء القلوب على عجل؛ ليواجهوا خطّة الحجارة باحتلالهم. قرّروا أن يبنوا سدّاً منيعاً أمامهم، لكن رئيس البلدية وبعض القلوب أرادوا الانتقام، فأرسلوا سرّاً إلى "مقابض الحديد" هدية، مقابل أن يهشّموا الصخور لتصبح تراباً.
تمّت المهمّة، وعاد "القلب" رئيس البلدية إلى منزله؛ ليلاحظ لونه استحال رمادياً داكناً، وأطرافه بدأت بالتحجّر..
متأخراً جدّاً، أدرك سرّ جيرانه الحجارة؛ لم يكونوا سوى أحبّائه وأقربائه المفقودين؛ الذين أصيبوا بجرثومة "القسوة"، فتحجّروا، وأنّ "ينبوع الرحمة" لا ينبع سوى من قلوب الطيبين القلّة، الذين يروُون المدينة، فعليه بالاغتسال به؛ ليعود قلباً..

كثيراً ما نغفل عن أننا نبدأ أعمالنا المباركة في كلّ الحياة، بلفظ الجلالة مردفاً بصفتين: الرحمن والرحيم. ألا يجب أن تسريا في حياتنا كلّها؟
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

ليعود قلبا

naziha

2018-08-19 17:53:23

رائعة