أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

بأقلامكم: إلى الشهيد جعفر


 راحل

هوذا الفجر يزحف، والشمس تستعد لنشر ضفائرها النورانية معلنةً نبأ البزوغ الرحماني، مرتلةً آيات "الفجر" و"الشمس" و"الضحى" على تلال الاحتضان الربوي، وفوق ربوع الاتصال الرحيمي، وعلى امتداد السفوح المتعالية نحو الفضاء بتقاطعات الجهاد... والدعاء... والدماء..

أجل! فهناك مشاهد ما رأت عيناك قط ملامحها، ولا خطرت بتّ في ذهن هامد.. إنها لوحة إلهية، خصّها المولى للمجاهدين والعاشقين والمخلصين..
إنها ساحات اختارها مبدعها محلاَّ للقاء السرمدي، حيث تهدأ النفوس الهائمة، وتستريح العيون الظمأى، وتركن القلوب المحترقة اشتياقاً، وتسر الأرواح بمشاهدة السابقين من الأنبياء والأولياء والصدّيقين وأتباعهم من الشهداء والصالحين..
إنها رؤى ومشاعر آدمية، فما زلنا نحن في الدنيا الأنسية، في شعابٍ لا يرتادها إلاَّ الصادقون..
أجل أُخيَّ! أنظر ثغور المجاهدين في صافي ومليتا واللويزة، فستسمعك ملحمةً كتبت حروفها بالدماء السخية...
وستقص عليه قصةً تُروى فصولها بشهادات وفيّة، لا خيال حبكها ولا حتى العبقرية...
وستنشدك أنشودة الحرية، رسمت أحرفها أيد مبتورة الأصابع، ولحنتها وصايا الاستشهاديين، وغنّتها في أعالي السماء نجومٌ ما فتئت تسطع بنورها سماء المريدين، وتحرق بشهبها ضوضاء العابقين، ويسخر شعاعها من ظلام الجاهلين، ويتألق لمعانها في أعين الذاكرين...

أجل أخي!
ففي هذه الربوع وبين هاتيك الثغور شبّ فتيةٌ عانقت أرواحهم بنادقهم، وهمهمت في الهجع الأخير من الليل ألسنتهم بالتسبيح، واستفاقت على الطهر والصفاء عيونهم...
فتيةٌ تشامخوا على الصعاب فهزموها...
وأنت منهم أخي جعفر...

ومن جعفر؟! الراحل نحو الارتقاء؟!
سلاوا "سجد" و"أبو ركيب" و"صافي" وغيرهم... سلوا البنادق والثغور..
سلوهم عن ذاك الأمرد الذي سابق الركب والتحق بالقافلة...
تعانق مع السابقين في جولاتهم المودّعة، وما بين اصطفائهم وارتقائهم... ودّع الأحبة...
فهلاّ أخيّ هاج حنينك للصحبة فأسرعت الخطى بزاد الحب للقيا...
هلا ضاقت بك الأرض برحبها فأسرعت الاستغاثة والنداء...

يا حبيبي! ما لي أراك مجافياً في رحيلك، ألست أخاك؟!

يا أنيسي في الليالي الحالكة، سباقك أوفى من ركودي...
وتجسيد هيامك للوصول إلى المحبوب أصدق من قرقراتي...
فها هو الفجر الزاحف في "اللويزة" يحمل على أكتافه نورك الصادق..
وها هي الشمس المهرولة تحتضن في ثناياها رحيقك العاطر..
وتلك التلال الوادعة في "صافي" تحتضن عريسها الأمر الصغير..
وحساسين الربوع الحانية في "سجد" تغرّد وتبشر لوفادة هذا القادم في زمن القعود..
وترانيم الرياح في الأودية تردد صدى صوتك المبحوح لاهجاً "اللهم أقبلني"..
وجموع السابقين تهلل مستبشرة بوفادة "جعفر".
هذا القادم العزيز المتحرق للقاء الله..
فهنيئاً لك أخيّ لقاؤك الموعود..
وسلام على روحك التي تعرج نحو الأبدية...

مجلة "بقية الله" تختار من المقالات التي ترسل إليها المقالة التي تحوز على المواصفات المطلوبة وتنشرها.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع