نظراً لأهمية هذا الأثر من آثار أهل البيت عليهم السلام للإمام زين العابدين عليه السلام، إرتأينا نشر شيء منه عسى أن تحصل به الإفادة المرجوة.
قال عليه السلام لأحد أصحابه يوجهه:
فأما حق الله الأكبر فإنك تعبده لا تشرك به شيئاً يكفيك أمر الدنيا والآخرة ويحفظ لك ما تحب.
وأما حق نفسك عليك فأن تستوفيها في طاعة الله فتؤدي إلى لسانك حقه، وإلى سمعك حقه، وإلى بصرك حقه وإلى يدك حقها وإلى رجلك حقها وإلى بطنك حقه وإلى فرجك حقه، وتستعين بالله على ذلك.
وأما حق اللسان فإكرامه عن الخَنَى (الفحش في الكلام) وتعويده على الخير وحمله على الأدب وإجمامه إلا لموضع الحاجة والمنفعة للدين والدنيا وإعفاؤه عن الفضول الشُنعة (القبيح) القليلة الفائدة التي لا يؤمن ضررها مع قلة عائدتها وبعد شاهد العقل والدليل عليه، وتزيّن العامل بعقله حسنُ سيرته في لسانه ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.