لأمي بلّغ سلامي
أين تغريد الطيور وحَفيف أوراق الشّجرْ؟
أين خفقاتُ الضميرْ وصفارةُ الدوري ووقعُ أقدام المسيرْ؟
أين الجداول والضفائر وورود ملمسُها الحرير؟
أين أطفال الجنوب؟
أيرجعُ منْ دُفنَ في الثّرىَ منْ سَقَى الأرضَ دماً
وبعدما نبتَتْ قضَىَ؟
أيرجعُ الطفلُ الصغير ويدٌ تهزّ السرير؟
أينبضُ القلبُ الكسير؟
والمُهجَةُ فيها لظَى ؟!!!
أتشرقُ شمسُ الضحّى بعد أنْ غابتْ تعود
أينتهي العمر المرير...
وتُفكّ أغلال الأسيرْ... ويُنتسى ما قد جرى؟
ما كان ذنبي يا ترى؟
وجاء النداء من السماء... هنا الحياة هنا البقاء
هنا السّعادة والسلامة والهناء... هنا الخلودْ
هنا تحقيق الوعودْ... هنا عيونك باصِرة ْ
هنا شقائق النعمان وورود الياسمين
هنا أرز لبنان... وروح فِلسطينْ
هنا الجنانْ وبُشرى الصابرين
والنصرُ آتٍ على أيدي الثائرين
وليستمعْ كلّ البشرْ
نحنُ أبناءُ الجنوب لا نرضى ما دون الثّرى
نحنُ أبناءُ الجنوب أسيادُ منْ سادَ الورَى
وصادق الوَعْدِ يعوْد لو عَادَ صعلوك اليهود
ويَنطقُ الصدقَ الحَجَرْ
يقولُ خلفي من كفَر... ولا عودة إلى الوراء
وما بعد حيفا على الأثر
(عناية حسن أخضر)